كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

8 - وعن الضحاك بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريكٍ، فمن أشرك معى شريكاً فهو لشريكى، ياأيُها الناس أخلصوا أعمالكم، فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص (¬1) له ولا تقولوا: هذه لله وللرَّحم (¬2) فإنها للرَّحم وليس لله منها شيء، ولا تقولوا: هذه لله ولوجُوهِكُم (¬3) فإنها لوجوهكم، وليس لله منها شيء. رواه البزار بإسناد لا بأس به والبيهقى.
(قال الحافظ) لكن الضحاك بن قيس مختلف في صحبته.

9 - وعن أبي أُمامه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجُلاً غَزَا (¬4) يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شئ له، فأعادها ثلاث مِرارٍ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شئ له (¬5)، ثم قال: إن الله عز وجل: لا يقبلُ من العمل إلاَّ ما كان خالصا، وابْتُغِىَ وجهه. رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد، وسيأتى أحاديث من هذا النوع في الجهاد إن شاء الله تعالى.

10 - وعن أبي الدرداء عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: الدُّنيا ملعُونة (¬6) ملعون ما فيها إلا ما ابتغُىَ به وجه الله تعالى. رواه الطبراني بإسناد لا بأس به.

11 - وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: يُجَاءُ بالدنيا يوم القيامة فَيُقال مِيزُوا ما كان (¬7) منها لله عز وجل فَيُمازُ، ويُرْمَى سَائِرُهُ في النار. رواه البيهقى عن شهر ابن حوشب عنه موقوفاً.

12 - ورواه أَيضا عن شهر عن عمرو بن عَبْسَةَ (¬8) رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة جئ بالدنيا فَيُمَيَّزُ منها ماكان لله، وما كان لغير الله رُمِىَ به في نار جهنم. موقوف أيضاً.
(قال الحافظ) وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال من قِبَل الرأى والاجتهاد فسبيله سبيل المرفوع.
¬_________
(¬1) في نسخة: أخلص.
(¬2) تعطى لله ونيتك إكرام القرابة.
(¬3) تعطى لله، وإكراما لأشخاص.
(¬4) حارب الأعداء طالباً الثواب من الله عز وجل، والسيرة الطيبة، وحسن الأحدوثه.
(¬5) حرمه الله من الأجر الجزيل لأنه أشرك في جهاده، ولم يطلب يعمله هذا حب الله، ونصر دينه، وإعلاء كلمته فقط، فرد الله عمله لأنه أغنى الشركاء.
(¬6) بعيدة عن رحمة الله إذا اشتغل فيها العامل لغير الله.
(¬7) في نسخة: ما فيها. ميزوا: افصلوا.
(¬8) نسخة: عنبسة.

الصفحة 55