كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

ولا كاتباً (¬1)، ولا عريفاً" رواه أبو داود.

25 - وعن مودود بن الحارث بن يزيد بن بن كُرَيْبِ بن يزيد بن سيف بن حارثة اليربوعي عن أبيه عن جده رضي الله عنه: "أنه أتى النبي فقال: يا رسول الله إن رجلاً من بني تميمٍ ذهب بمالي كلهِ (¬2)، فقال لي رسول الله: ليس عندي ما أعطيكهُ، ثم قال: هل لك أن تَعْرُفَ على قومك، أو ألا أُعَرِّفُكَ على قومكَ؟ قلت: لا. قال: أما إن العريف يُدْفَعُ في النار دفعاً" رواه الطبراني ومودود لا أعرفه.

26 - وعن غالب القطان عن رجلٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنه: "أن قوماً كانوا على مَنْهَلٍ (¬3) من المناهلِ، فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائةً من الإبل على أن يُسلموا فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها، فأرسل ابنه إلى النبي، فذكر الحديث، وفي آخره، ثم قال: إن أبي شيخٌ كبيرٌ وهو عريفُ (¬4) الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافةَ بعدهُ. قال: إن العرافةَ حقٌّ (¬5) ولابد للناس من عرافةٍ، ولكن العُرفاء في النار" رواه أبو داود، ولم يُسَمِّ الرجل ولا أباه ولا جده.

27 - وعن أبي سعيدٍ وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله: "ليأتين عليكم أُمراء (¬6) يُقَربون شرارَ الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفاً، ولا شُرطياً (¬7)، ولا جابياً (¬8)،
¬_________
(¬1) يريد صاحب عمل رأسه وكتب فيه وعزل وولى وأدار وحكم.
(¬2) كذا (ع ود)، وفي (ن ط): بمأكله.
(¬3) مورد، وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي، وتسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل لأن فيها ماء، والناهل: العطشان والريان، والنهل: الشرب الأول، وبابه طرب. أهـ مختار.
(¬4) رئيس هذه البئر يتولى إدارة السقي منها.
(¬5) انتظام العمل، وحفظ الشيء من رياسة وهذا حق، ولكن حذره أن يرأس فيظلم فيجور فيرتشي.
(¬6) حكاماً رؤساء أعمال.
(¬7) رجل الحفظ، وحارس الأمن، والجمع شرط والواحد شرطة وشرطي، جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها ويميزون. والمعنى لا تكن حارساً فلا تعدل، وجندياً فتظلم، وفي النهاية: شرط السلطان: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده. أهـ.
(¬8) جامعاً الخراج، والعامل على تحصيل الأموال.

الصفحة 570