كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

قال: "من سأل وهو غنيٌّ عن المسألة يُحشرُ يوم القيامة وهي خُمُوشٌ (¬1) في وجهه" رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به.

11 - وعن مسعود بن عمروٍ رضي الله عنه عن النبي: "أنه أتيَ برجلٍ يُصَلَّى عليه فقال: كم ترك؟ قالوا: دينارين أو ثلاثةً. قال: ترك كَيَّتَيْنِ (¬2) أو ثلاثَ كَيَّاتٍ، فلقيتُ عبد الله بن القاسم مولى أبي بكرٍ فذكرتُ ذلك له، فقال له: ذاك رجلٌ كان يسألُ الناس تَكَثُّراً (¬3) " رواه البيهقي من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني.

12 - وعن حبشي بن جُنادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: "من سأل (¬4) من غير فقرٍ فكأنما يأكلُ الجمر (¬5) " رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي، ولفظه: "سمعت رسول الله يقول: الذي يسألُ من غيرِ حاجةٍ (¬6) كمثلِ الذي يلتقط الجمر" وراه الترمذي من رواية مُجالدٍ عن عامر بن حبشي أطول من هذا، ولفظه: "فأخذ بطرف ردائهِ فسألهُ إياهُ فأعطاهُ وذهبَ، فعند ذلك حُرِّمَتِ المسألةُ، فقال رسول الله: إن المسألة لا تَحِلُّ لغنيٍّ ولا الذي مِرَّةٍ سويٍّ إلا لذي فقرٍ مُدقعٍ أو غُرْمٍ مُقطِعٍ، ومن سأل الناس لِيُثْرِيَ (¬7) به مالهُ كان خُموشاً في وجههِ يوم القيامة، ورَضْفاً يأكلهُ من جهنم، فمن شاء فليقلل، ومن شاء فليكثر" قال الترمذي: حديث غريب، زاد فيه رزين:
¬_________
(¬1) وهو خمش الوجه بظفر أو حديدة. والمعنى أن وجهه يظهر يوم القيامة فيه جروح وكدود وخطوط دليلاً على تشويهه، وذهاب رونقه لشحاذته، ودناءة صاحبه، وقد بَيَّنَ حد الغنى "قالوا: يا رسول الله: وما يغنيه؟ قال: ما يغديه أو يعشيه" رواه أحمد وأبو داود، وروى الخمسة "خمسون درهماً أو حسابها من الذهب".
(¬2) يعذب بالكي بها في النار.
(¬3) يطلب الغنى وزيادة المال، وعنده قوت يومه، وفيه دليل على أن سؤال التكثر محرم، وهو السؤال بقصد الجمع من غير حاجة.
(¬4) كذا (ع ص 276)، وفي (ن د): من يسأل.
(¬5) قال القاضي عياض: معناه أنه يعاقب بالنار قال: ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأن الذي يأخذه يصير جمراً يكوى به كما ثبت في مانع الزكاة. أهـ.
(¬6) فقر.
(¬7) كذا (ع)، وفي (ط): ليتثرى.

الصفحة 574