كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

على الكفاف" رواه أبو يعلى، والغالب على رواته التوثيق، ورواه الحاكم، وصحح إسناده.
¬__________
= ولبس عباءة وتقر عيني ... أحب إليَّ من لبس الشفوف
هي القناعة فالزمها تعش ملكا ... لو لم يكن منك إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير القطن والكفن
قنعت بالقوت من زماني ... وصنت نفسي عن الهوان
خوفاً من الناس أن يقولوا ... فضل فلان على فلان
من كنت عن ماله غنيا ... فلا أبالي إذا جفاني
ومن رآني بعين نقص ... رأيته بالتي رآني
ومن رآني بعين تم ... رأيته كامل المعاني
إذا المرء عوفي في جسمه ... وملكه الله قلباً قنوعاً
وألقى المطامع عن نفسه ... فذاك الغنيُّ ولو مات جوعا
والنفس تجزع أن تكون فقيرة ... والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت ... فجميع ما في الأرض لا يكفيها
إن القنوع نفيس النفس راشدها ... وهو الغنى الذي يحيا بلا نصب
وذو المطامع مغرور ومفتقر ... ولو حوى ملك سلطان وعلم نبي
أفادتني القناعة كل عز ... وهل عز أعز من القناعة
ولقد طلبت رضا البرية جاهداً ... فإذا رضاهم غاية لا تدرك
وأرى القناعة للفتى كنزاً له ... والبر أفضل ما به يتمسك
إذا أنت طالبت الرجال نوالهم ... فعف ولا تطلب بجهد فتنكد
وللإمام علي كرم الله وجهه:
قدم لنفسك في الحياة تزوداً ... فلقد تفارقها وأنت مودع
واجعل تزودك المخافة والتقى ... فلعل حتفك في مسائك أسرع
واقنع بقوتك فالقناع هو الغنى ... والفقر مقرون بمن لا يقنع
وله أيضاً:
صن النفس واحملها على ما يزينها ... تعش سالما والقول فيك جميل
ولا ترين الناس إلا تجملا ... نبا بك دهر أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ... عسى نكبات الدهر عنك تزول
يعز غنى النفس إن قل ماله ... ويغنى غنى المال وهو ذليل
ولا خير في ود امرئ متلون ... إذا الريح مالت مال حيث تميل
جواد إذا استغنيت عن أخذ ماله ... وعند احتمال الفقر عنك بخيل
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل
وللإمام الشافعي رضي الله عنه:
ولا ترج السماحة من بخيل ... فما في النار للظمآن ماء =

الصفحة 586