كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

يد السائل السفلى

36 - وعن مالك بن نضلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "الأيدي ثلاثةٌ: فَيَدُ الله العليا، ويَدُ المعطي التي تليها، ويدُ السائل السفلى، فأعطِ (¬1) الفضل، ولا تعجز عن نفسك" رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه، واللفظ له.

37 - وعن حكيم بن حزامٍ (¬2) رضي الله عنه قال: قال رسول الله:
¬_________
= ورزقك ليس ينقصه التأني ... وليس يزيد في الرزق العناء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ... فأنت ومالك الدنيا سواء
ولقيس بن الخطيم:
وكل شديدة نزلت بقوم ... سيأتي بعد شدتها رخاء
ولا يعطى الحريص غني لحرص ... وقد ينمي على الجود الثراء
غنى النفس ما عمرت غنى ... وفقر النفس ما عمرت شقاء
وليس بنافعٍ ذا البخل مال ... ولا مزر بصاحبه السخاء
ولأبي الفتح البستي:
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة ... فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة ... والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته ... فكل حر لحر الوجه صوان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها ... فليس يسعد بالخيرات كسلان
كفى من العيش ما قد سد من عوز ... ففيه للحر فتيان وغنيان
وذو القناعة راض من معيشته ... وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان
واقنع إذا حاربت بالسلامة ... واحذر فعالا توجب الندامة
واقنع بما أعطاك من فضله ... واشكر لموليك على نعمته
ولصلاح الدين الصفدي:
من جاء ساد وأحيا العالمون له ... بديع حمد بمدح الفعل متصل
من رام نيل العلا بالمال يجمعه ... من غير حل بلى من جهل وبلى
(¬1) تصدق بما زاد عن حاجتك، وجد عن سعة. قال تعالى: "ويسألونك ماذا ينفقون؟ قل العفو" أي الباقي عن حاجتك. قال البيضاوي: قيل سائله عمرو بن الجموح، سأل أولاً عن المنفق والمصرف، ثم سأل عن كيفية الإنفاق. والعفو: سقيص الجهد، ومنه يقال للأرض السهلة، وهو أن ينفق ما تيسر له بذله، ولا يبلغ منه الجهد. قال:
خذي العفو مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
وروي "أن رجلاً أتى النبي ببيضة من ذهب أصابها في بعض المغانم، فقال: خذها مني صدقة فأعرض عليه الصلاة والسلام عنه حتى كرر عليه مراراً، فقال: هاتها مغضباً، فأخذها فحذفها حذفاً لو أصابه لشجه، ثم قال: يأتي أحدكم بماله كله يتصدق به، ويجلس يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى" انتهى.
(¬2) قال الشرقاوي: هو الأسدي المكي ولد بجوف الكعبة فيما حكاه الزبير بن بكار، وهو ابن أخي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعاش مائة وعشرين سنة شطرها في الجاهلية، وشطرها في الإسلام =

الصفحة 587