كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

وأحبب من شئت فإنك مفارقهُ، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وَعِزَّهُ استغناؤه عن الناس" رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
عز المؤمن استغناؤه عن الناس

40 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: "ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ، ولكن الغنى غنى النفس" رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي.
[العرض] بفتح العين المهملة والراء: هو كل ما يقتنى من المال وغيره.

41 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفعُ، ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها" رواه مسلم وغيره.

42 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله: "يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: أفَتَرَى قلةَ المالِ هو الفقر؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: إنما الغنى غنى القلب (¬1) والفقرُ فقرُ القلبِ (¬2) " رواه ابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى.

43 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "ليس المسكينُ الذي تَرُدُّهُ اللقمةُ واللقمتان، والتمرةُ والتمرتان، ولكن المسكينُ الذي لا يجدُ غنىً يُغنيهِ، ولا يُفطنُ له فَيُتَصَدَّقَ عليه، ولا يقوم فيسأل الناس" رواه البخاري ومسلم.

44 - وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما أن رسول الله قال: "قد أفلح من أسلمَ، ورُزِقَ كفافاً، وقَنَّعَهُ الله بما آتاهُ" رواه مسلم والترمذي وغيرهما.

45 - وعن فُضالة بن عبيدٍ رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول: "طوبى (¬3) لمن هُديَ للإسلام، وكان عيشهُ كفافاً وَقَنِعَ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
[الكفاف] من الرزق: ما كفا عن السؤال مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة.
¬_________
(¬1) شعور الإنسان بالعزة، واكتفاؤه بخيرات الله التي عنده.
(¬2) شعوره بالذلة والحاجة، ولو كثر ماله.
(¬3) شجرة في الجنة يتمتع بظلها الوارف.

الصفحة 589