كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

سبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ لِلهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، لا
يَضُركَ بأيهِنَّ بَدأتَ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أفضلية سبحان الله وبحمده على لا إله إلاَّ الله لما سبق إن مفاد لا إله إلاَّ الله صريح التوحيد الذي عليه المدار وسبحان الله مستلزمة وما أفاد بالمقصود الصريح أبلغ مما أفاد بالمفهوم، نعم سبحان الله أبلغ في الدلالة عن التنزيه من لا إله إلاَّ الله لأنها وإن دلت عليه إذ يلزم من إثبات الألوهية انتفاء سائر النقائص وهو معنى التسبيح إلاَّ أنه بطريق الالتزام وسبحان الله يدل عليه بالتصريح التام وسيأتي في شرح حديث أبي مالك بيان أفضل هذه الكلمات. قوله: (والحمدُ لله) أي كل حمد أو حقيقة الحمد أو الحمد المعهود أي الذي حمد به نفسه وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مملوك أو مستحق له وقرن باسم الذات إعلاماً بأنه مستحقه للذات قال بعضهم وهو أفضل من التسبيح لأن فيه إثبات سائر صفات الكمال وفي التسبيح تنزيهه عن سائر النقائص ولإثبات أكمل اهـ. وعلى هذا فقدم التسبيح على الحمد لأنه من باب التخلية والحمد من باب التحلية ولأول مقدم كما تقدم
والله أعلم. قوله: (ولا إله إلاَّ الله) وتقدم معناها وهي أفضل الذكر ففي الحديث لا إله إلاَّ الله أفضل الذكر وفي حديث البطاقة المشهور عند أحمد والنسائي والترمذي إن لا إله إلاَّ الله لا يقوم لها شيء في الميزان وعند أحمد لو إن السموات السبع وعامرهن والأرضين السبع في كفة ولا إله إلاَّ الله في كفة مالت بهن ولا يحصل الإيمان للقادر على النطق إلاَّ بالتلفظ مع التصديق الجناني وقيل يحصل بالتصديق فقط وهو عاص بترك اللفظ وضعف وقد نقل المصنف الإجماع على عدم نفع التصديق الجناني لمن تمكن من النطق بالشهادتين ولم يأتِ بهما ومات كذلك. قوله: (والله أكبر) أي أجل وأعظم من كل ما عداه وحذف العمول للتعميم ولتلاشي الأكوان في مقام ذكره. قوله: (لا يضرك بأَيهن بدأتَ) لحصول أصل المعنى المقصود مع البداءة بهن لاستقلال كل منها وأما كماله فإنما يحصل بترتيبها

الصفحة 184