كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة فيه،
فقالَ: ما زِلْتِ اليَوْمَ على الحالَةِ التي فارَقْتُكِ علَيها؟ قالت: نعم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أربَعَ كَلماتٍ ثلاثَ مرَّاتٍ لو وُزِنَت بِما قُلْتِ مُنْذُ اليَوْم لَوَرنَتْهُن:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصبح. قوله: (في مَسجدِها) قال العاقولي أي موضعها المعد للصلاة من بيتها اهـ. قال ابن حجر
وهو بفتح الجيم مصلاها وغلب السجود لأنه أشرف الأركان مطلقاً وبعد القيام. قوله: (أَضْحَى) أي دخل في الضحا فالفعل تام والضحا ما بين طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ووقع عند الطبراني ثم رجع بعد ما ارتفع وانتصف النهار وهي كذلك. قوله: (بعدكِ) أي بعد مفارقتك. قوله: (أَربَعَ كلمَاتِ) قال العاقولي نصب على المصدر أي تكلمت يعني إن معنى قلت تكلمت فهو معنوي أي عامله من معناه لا من لفظه كقمت وقوفاً ويحتمل أنه جعله لفظياً بناءً على القول بأن العامل في المذكور محذوف ويكون قلت وتكلمت أربع كلمات. قوله: (منذُ اليومِ) بضم الميم وتكسر وهي هنا من حروف الجر أي في الوقت الحاضر هذا هو المختار ويجوز رفعه. قوله: (لَوَزَنَتْهُنَّ) أي عادلنهن كما هو المتبادر أو غلبتهن وزادت عليهن في الوزن كما يقال حاججته أي غلبته في الحجة ويؤيده أنه ورد عن الطبراني أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لقد قلت بعدك كلمات ثلاث مرات هن أكثر وأرجح مما قلت وأعاد الضمير مجموعاً عليهن باعتبار معنى ما في قلت إذ هي واقعة على أذكار كثيرة جداً كما يدل عليه تحديدها الوقت المشغول جميعه بالذكر وفي حواشي سنن أبي داود للسيوطي "سئل" الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عمن يأتي في التسبيح بلفظ يفيد عدداً كثيراً كقوله سبحان الله عدد

الصفحة 194