كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يخرج عن
عهدة نذره بصلاة واحدة في الحرم المكي وإن كانت تعدلها من حيث الثواب ومثله ما في معناه من الأخبار كخبر سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن فلا يخرج عن عهدة نذره قراءته وفي الدر المنضود في الصلاة على صاحب المقام المحمود - صلى الله عليه وسلم - لابن حجر الهيتمي إن أبا المتطرف "سئل" عن كيفية قوله - صلى الله عليه وسلم - من صلى علي في يوم خمسين مرة صافحته يوم القيامة "فقال" إن صلى على سيدنا محمد خمسين مرة أجزأه ذلك إن شاء الله تعالى وإن كرر ذلك بقدر العدد فهو أحسن اهـ، لكن توقف ابن عرفة المالكي في حصول الثواب بعدة ما ذكر وقال أنه يحصل له ثواب أكثر ممن صلى مرة لا ثواب ذلك العدد قال ويشهد لما ذكر حديث من قال سبحان الله عدد خلقه من حيث إن للتسبيح بهذا اللفظ مزية مالاً لم تكن له فائدة وقد شهد لإثابته بقدر ذلك العدد من طلق ثلاثاً فإنه يلزمه الأعداد الثلاثة نقله عنه تلميذه المحقق الآبي المالكي شارح صحيح مسلم وأنت خبير بأن خبر الباب شاهد بإثابته بقدر ذلك. قوله: (سُبْحانَ الله وبحمده) قال ابن هشام في المغني اختلف فيه فقيل جملة واحدة على أن الواو زائدة وقيل جملتان على أنها عاطفة ومتعلق الباء محذوف أي وبحمده سبحته وعلى كل من القولين يأتي الخلاف المتقدم في (وَسَبحْ بِحَمدِ رَبِّكَ) [طه: 130] من إن الباء للمصاحبة والحمد مضاف إلى المفعول أو للاستعانة والحمد مضاف إلى الفاعل اهـ، والمراد من الحمد لازمه مجازاً أي ما يوجب الحمد من التوفيق والهداية ويكون هذا من التعبير بالمسبب وهو الحمد عن السبب وهو التوفيق والهداية والإعانة ويجوز أن يكون الحمد مضافاً للمفعول ويكون معناه وسبحت بحمدي إياه قاله الكرماني. قوله:

الصفحة 196