كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

الله عليه وسلم - "لأنْ أقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ والحمْدُ لِلَهِ، وَلا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ أَحَب إليَّ مِما طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ".
وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ورواه النسائي أيضاً في السنن الكبرى قال في المرقاة ورواه الترمذي وابن أبي شيجة وأبو عوانة اهـ. قوله: (أَحَبّ إلي مِمَّا طلعت عليه الشمس) أي هذه الكلمات باعتبار ثوابها أحب إلي من الدنيا بأسرها لزوالها وفنائها قال القرطبي يحتمل أن يكون هذا على جهة الإعياء على طريقة العرب في ذلك ويحتمل أن يكون معناه أن تلك الأذكار أحب إليه من أن يكون له الدنيا فينفقها في وجوه البر والخير وإلَّا فالدنيا من حيث هي دنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة وكذا عند أنبيائه وأصفيائه فكيف يتوهم كونها أحب من الذكر حتى ينص على خلافه اهـ، بالمعنى وقال في باب الجهاد في قوله - صلى الله عليه وسلم - لغدوة أو روحة في سبيل الله تعالى خير من الدنيا وما فيها أي الثواب الحاصل على ذلك خير لصاحبه من الدنيا كلها لو جمعت له وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - كقوله في الحديث الآخر وموضع قوس أحدكم أو سوطه في الجنة خير من الدنيا وما فيها باعتبار ما استقر في النفوس من تعظيم ملك الدنيا وأما على التحقيق فلا تدخل الجنة مع الدنيا باعتبار ذلك تحت افعل إلا
كما يقال العسل أحلى من الخل اهـ. وفي شرح المشكاة وهذا نحو حديث ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها فخير وأحب ليس المراد بهما حقيقتهما اهـ.
قوله: (وروينا في صحيحي البُخارِي ومسلم) ورواه الترمذي والنسائي أيضاً كما في السلاح وأخرجه ابن ماجة أيضاً كما قال الحافظ وقال المنذري في الترغيب وقالا يعني النسائي والطبراني كن له عدل عشر رقاب أو ورقبة على الشك وقال الطبراني في بعض ألفاظه كن له كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل من غير

الصفحة 201