كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

حُطَّتْ خَطايَاهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".
وروينا في "كتاب الترمذي وابن ماجه" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أسفل. قوله: (حطتْ عنه خطاياهُ) أي الصغائر المتعلقة بحقوق الله تعالى فإن لم يكن ذنب رفعت منزلته وإن لم يكن له صغائر وله كبائر رجي أن يخفف منها قدر ما كان كفر من الصغائر قاله المصنف وله بسط يأتي. قوله: (زبدِ البَحْر) في الصحاح الزبد زبد الماء وبحر زبد أي مالح يقذف بالزبد اهـ. وقيل زبد البحر رغوة مائة عند تموجه واضطرابه قال المحقق الطيبي هذا وأمثاله نحو ما طلعت عليه الشمس كنايات عن الكثرة عرفا اهـ، ومثله في شرح العاقولي.
قوله: (روينا في كتابي الترمذي وابن ماجة) كتاب بالإفراد في نسخة اكتفاء بالعموم الحاصل
بالإضافة وفي نسخة "كتابي" بالتثنية ثم الحديث المذكور هنا بعض حديث تتمته "وأفضل الدعاء الحمد لله" وقد رواه أيضاً النسائي أي في الكبرى كما قال الحافظ وابن حبان والحاكم كما عزاه إلى تخريجهم السيوطي في الجامع الصغير واعترض الحافظ تحسين الحديث الذي قاله الترمذي وتصحيح غيره بما سيأتي عند قول المصنف قال الترمذي حديث حسن. قوله: (عن جابر بن عبد الله رَصْي الله عنهما) عبد الله والده هو ابن حرام بالمهملتين المفتوحتين أوله وكذا ضبطه حيثما جاء في أسماء الأنصار بخلافه في أسماء قريش فإنه بالمهملة المكسورة وبالزاي أشار إليه المصنف وغيره وجابر هذا أنصاري خزرجي سلمى بفتح اللام نسبة إلى سلمة بن سعد روي عن جابر "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة ولم أشهد بدراً ولا أحداً منعني أبي فلما قتل أبي لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة قط" وعنه قال أنا وأبي وخالي من أصحاب العقبة

الصفحة 212