كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

قال الترمذي: حديث حسن.
وروينا في "صحيح البخاري" عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الوثقى {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256] أي بلا إله إلاَّ الله التي هي حصن الحق الرابع والعشرون كلمة الصدق قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} [الزمر: 33] أي قول لا إله إلاَّ الله (وصدق به) اهـ. قوله: (قَالَ الترمذي حديث حسن إلخ) عبارته حديث حسن غريب لا نعرفه إلاَّ من حديث موسى يعني ابن إبراهيم المدني وقد روى علي بن المديني هذا الحديث عن موسى قال الحافظ وذكرت جماعة من رواه عنه ولم أقف في موسى على تجريح ولا تعديل إلاَّ إن ابن حبان ذكره في الثقات وقال يخطئ وهذا عجب منه لأن موسى مقل فإذا كان يخطئ مع قلة روايته كيف يوثق ويصحح حديثه ولعل من صححه أو حسنه تسمح لكونه في فضائل الأعمال اهـ. قوله: (في صَحيح البخاري) كذا اقتصر المصنف على عزو تخريجه إلى البخاري فقط وقد عزاه إلى تخريج الصحيحين غير واحد منهم صاحب المشكاة والحسن وغيرهما والأحسن ما فعله المصنف لأن الحديث بهذا اللفظ لم يخرجه إلا البخاري وأما مسلم فلفظ روايته البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت وقد أحسن صاحب السلاح حيث نبه على ذلك بقوله بعد إيراده متفق عليه ولفظ مسلم البيت الخ اهـ، فنبه على إن الاتفاق على رواية هذا المعنى لا بخصوص هذا المبنى وقال الحافظ بعد إيراده باللفظ الذي عند مسلم من طرق ما لفظه اتفق من ذكرنا على أن التمثيل وقع بالبيت إلاَّ البخاري فإن لفظه مثل الذي يذكر الله ربه إلخ، وكأن لهذا اقتصر المصنف على عزو الحديث للبخاري والذي أظن أنه حديث واحد وإن البخاري كتبه من حفظه فأقام الحال مقام المحل والعلم عند الله والله أعلم. قوله: (عن أبي موسى الأشعري) هو عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري قدم أبو موسى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل الهجرة فأسلم ثم هاجر وقدم مع النبي جعفر وأصحاب السفينة بعد خيبر وأسهم

الصفحة 218