كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
"مَثَلُ الذِي يَذْكُرُ ربهُ والذي لا يَذْكُرُهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ".
وروينا في "صحيح مسلم"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - منها كمن حضرها وقال لهم لكم أصحاب السفينة هجرتان وكان لأبي موسى ثلاث هجر إلى مكة ثم إلى الحبشة ثم إلى المدينة واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على زبيد وعدن وساحل اليمن كما استعمل معاذ بن جبل على الجند وجبالها وخالد بن سعيد على صنعاء والمهاجر بن أمية على كندة وزياد بن أمية على حضرموت وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرمه ويبجله وقال له أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود ولاه الولايات وله الأثر العظيم في يوم أوطاس وافتتح الأهواز وأصبهان وعدة أمصار في خلافة عمر ومضت أحواله من
أولها إلى آخرها على الاستقامة ولما قرب موته زاد اجتهاده فقيل له في ذلك فقال الخيل إذا قاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها والذي معي من أجلي أقل من ذلك روي لأبي موسى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة وستون حديث اتفقا منها على تسعة وأربعين وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة عشر روى عنه جميع أهل المسانيد والسنن توفي بمكة وقيل بالكوفة سنة اثنتين أو أربع وثلاثين عن ستين سنة. قوله: (مثلُ الذِي يذْكر رَبَه إلخ) مثل الشيء صفته ذكره الجوهري وهو المراد هنا والقصد من ضرب الأمثال التقريب إلى ذهن السامع وقد شبه - صلى الله عليه وسلم - الذاكر بالحي الذي ظاهره مزين بنور الحياة الحسية والتصرف التام في مراده وباطنه منور بنور المعرفة وغير الذاكر بالميت في فساد ظاهره وكونه عرضة للهوام وباطنه بتعطله عن الإدراك والإفهام فالذاكر ظاهره مزين بحلية الشريعة وباطنه على بعقود الحقيقة وغير الذاكر عاطل الجيد خال عن كل حسن مجيد وقيل شبه بالحي في نفع من يواليه وإضرار من يعاديه والميت في خلوه من ذلك. قوله: (في صحيح مسلم) أورده كذلك المنذري في الترغيب ثم قال وزاد من حديث أبي مالك الأشجعي وعافني وفي رواية قال فإن هؤلاء تجمع

الصفحة 219