كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

فهؤلاء لربي فما لي؟ قال: قُل اللهُم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإن لم يرد في الصحيح قال الطيبي لم يرد ذلك في أكثر الروايات إلاَّ عن الإمام أحمد فإنه أردفها بقوله العلي العظيم اهـ، ومراد السلاح بكونه من إفراد مسلم بالنسبة لباقي الستة وقول ابن حجر فلعله رواية أخرى هو كذلك فقد روى الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن عن ابن عمر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما على وجه الأرض أحد يقول لا إله إلاّ الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم إلَّا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، كذا في السلاح وفي الترغيب للمنذري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلَّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم قال الله تعالى أسلم عبدي واستسلم، رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد. قوله: (فَهَؤُلاء لربي) أي حق له تعالى إذ هي موضوعة للدلالة على أوصافه الأزلية الأبدية من صفات الجلال ونعوت الكمال والتنزه عن النقص بحال. قوله: (فَمَا لي) أي ما الذي أذكره مما أرجو حصول مدلوله لي. قوله: (اللهمَّ) قال ابن السيد لا خلاف إن المراد باللهم يا الله وإن الميم زائدة ليست بأصل الكلمة ثم اختلفوا بعد ذلك في هذه الميم على ثلاثة مذاهب فذهب سيبويه والبصريون إلى أنها زيدت في الآخر عوضًا عن حرف النداء ولهذا لا يجمع بينهما لما فيه من الجمع بين العوض والمعوض وشذ قول الشاعر:
* إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا للهم يا للهما*
والمنع من الجمع بين حرف النداء والميم إنما هو على مذهب من ذكر كما صرح به أبو حيان في النهر، وذهب الكوفيون إلى إن الميم عوض عن جملة محذوفة والتقدير يا الله أمنا بخير أي أقصدنا ثم حذف للاختصار ولكثرة الاستعمال قال القاضي البيضاوي فخفف بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل وهمزته اهـ، ورد بعدم اطراد هذا القدر في أكثر المواضع في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} [الأنفال: 32]، الآية ولو

الصفحة 226