كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

"الحَمْدُ لِلهِ الذي أذاقَني لذَّتَهُ، وأبقى فيَّ قوّتَهُ، وَدَفعَ عَني أذاهُ"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بن المعتمر مرفوعًا وموقوفًا لكن خالف سفيان في اسم شيخ منصور فإن سفيان رواه عن منصور هو ابن المعتمر عن أبي علي الأزدي عن أبي ذر ورواه شعبة عن منصور عن أبي الفيض عن أبي ذر وأبو
الفيض لا يعرف اسمه ولا حاله ورجح أبو حاتم رواية سفيان على رواية شعبة وهذا منفي عنه الاضطراب وقد مشى المصنف في شرح المهذب على ظاهره فقال رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي قال الحافظ أبو علي الأزدي ذكره ابن حبان في ثقات التابعين فقوي ويزداد قوة بشاهده ومن طريقة الشيخ تقديم المرفوع على الموقوف إذا تعارضا فليكن ذلك هنا وحديث أنس أخرجه ابن ماجة ورواته ثقات إلّا إسماعيل بن مسلم وجاء عن أنس حديث آخر يأتي في شواهد حديث ابن عمر وله ولحديث أبي ذر شاهد من حديث حذيفة وأبي الدرداء أخرجه ابن أبي شيبة عنهما موقوفًا بلفظ حديث أبي ذر وأخرج البيهقي في حديث عائشة زيادة ولفظ غفرانك ربنا وإليك المصير وأشار إلى أن هذه الزيادة وهم وأخرج الحديث من طريق آخر بدون تلك الزيادة وقد وقعت الزيادة في حديث علي وبريدة ثم سبب الحمد في هذا المقام ترادف الفضل والإنعام على المتبرز بإزالة ضرر ما في جوفه الذي لو بقي منه أدنى شيء لأضر إضرارًا بينًا.
قوله: (الحمدُ لله الذي أذاقَني لَذَّته إلخ) في شرح العباب قلادة إن الطبراني أخرجه أيضًا كذلك ثم قال في رواية "وابقى في قوته ودفع عني أذاء" وفي أخرى "الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأمسك عليّ ما ينفعني" فينبغي الجمع بين ذلك كله اهـ. وفي كتاب ابن السني أيضًا من كتاب أنس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من الغائط قال الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره وفي شرح العدة وكان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه إذا خرج من الخلاء مسح بطنه وقال يا لها من نعمة لو نعلم قدرها اهـ.
قوله: (رواه ابن السني) أي من جملة حديث هو "كان - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس

الصفحة 404