كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 1)

وكان السلف وتابعوهم من الخلف رحمهم الله يستحبُّون استفتاح المصنفاتِ بهذا الحديث، تنبيهاً للمطالع على حسن النية، واهتمامه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقال أحمد أصول الإسلام ثلاثة أحاديث هذا والحلال بين إلخ ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد قال الشافعي أنه أي حديث الباب يدخل في سبعين باباً من الفقه ولم ير المبالغة خلافاً لمن توهمه لأن من تدبر مسائل الفقه في متفرق الكتب الفقهية وجدها كذلك بل تزيد. قوله: (وكان السلف إلخ) في النهاية السلف في اللغة من تقدم بالموت من آباء الإنسان وأقاربه ولذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح اهـ. وفيها: الخلف بالتحريك والسكون كل من يجيء بعد من مضى إلاَّ أنه بالتحريك في الخير والتسكين في الشر يقال خلف صدق وخلف سوء ومعناهما جميعاً القرن من الناس. قوله: (حسن النية) في نسخة صدق النية وفي أخرى صحة النية والمراد التنبيه على تصحيح النية وتصفية الطوية بالإخلاص في الأعمال لرب البرية قال القاضي البيضاوي في شرح المصابيح والأعمال لا تصح بلا نية لأن النية بلا عمل يثاب عليها والعمل بلا نية هباء ومثال النية في العمل كالروح في الجسد فلا بقاء للجسد بلا روح ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد وفي ذلك أنشدنا الصدر السعيد كمال الإسلام عبد الله الخجندي رحمه الله لنفسه:
اغرس نوى البر بأرض التقى ... به ثمار الخلد مجنيه
واخلص النية في سقيها ... فإنما الأعمال بالنيه
اهـ.
وما أحسن قول التاج السبكي يمدح المصنف وفيه جناس تام لفظاً وخطاً.
لله درك يا نوى ... ووقيت من شر النوى
فلقد نشا بك عالم ... لله أخلص ما نوى
وعلى سواه فضله ... فضل الحبوب على النوى

الصفحة 65