كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 1)
{يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا} قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْءَامِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ} فإن قيل فكيف قيل لهم {ءَامِنُواْ} وحُكِي عنهم أنهم آمنوا؟ فعن ذلك ثلاثة أجوبة: أحدها: يا أيها الذين آمنواْ بمن قبل محمد من الأنبياء آمنواْ بالله ورسوله ويكون ذلك خطاباً ليهود والنصارى. الثاني: معناه يا أيها الذين آمنوا بأفواههم أمنواْ بقلوبكم , وتكون خطاباً للمنافقين. والثالث: معناه يا أيها الذين آمنوا داومواْ على إيمانكم , ويكون هذا خطاباً للمؤمنين , وهذا قول الحسن.
{إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ} فيه ثلاثة أقاويل: فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم آمنواْ بموسى ثم كفرواْ بعبادة العجل , ثم آمنوا بموسى بعد عوده ثم كفرواْ بعيسى , ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليهم وسلم , وهذا قول قتادة.
الصفحة 536
548