كتاب الجامع الصحيح فيما كان على شرط الشيخين أو أحدهما ولم يخرجاه (اسم الجزء: 1)
وقال مسلم رحمه الله فى كتاب الفضائل:
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُا قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ فُلَانٌ وَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} تَمَامَ الْآيَةِ *
وهو غاية فى العلو والصحة، ومسلسل بالسماع، ولم يخرجه أحد من الستة رحمهم الله بهذا اللفظ فأحفظهُ فإنه نفيس نادر وهو من أكبر الأدلة على أن العلم لم يقع فى وعاءٍ واحدٍ.
فائدة:
الشِرَّةِ: الشِّدَة، والفَتْرةِ: الضعف
والمعنى: أنَّ لكلِّ عملٍ فى أولهِ وهلة وشدة وفىخرهِ ضعفٍ ووهنٍ، فمن كانت شدته وضعفه فى حدود السنة لا يخرج عنها فقد اهتدى وأفلح حينئذٍ،
وأفاد الحديث أن طاقة العمل يجب أن تكون متساوية فى البداية والنهاية من حيث الشدة والضعف، وأفاد كذلك معنى الدوام على مقدار مُعين من العمل فإنَّهُ السنة، كما ورد من حديث عائشة رضى الله عنها عند البخارى قال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ وَقَالَ اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا
تُطِيقُونَ *. فتأمل وتدبر في معانيه فإنها عظيمة.
الصفحة 8
395