كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 1)
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أوليس أَوَّلُ خَلْقٍ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ" فِيهِ الْبَيَانُ الْوَاضِحُ أَنَّ الصِّفَاتِ الَّتِي تُوقِعُ النَّقْصَ عَلَى مَنْ وُجِدَتْ فِيهِ غَيْرُ جَائِزٍ إِضَافَةُ مِثْلِهَا إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِذِ الْقِيَاسُ كَانَ يُوجِبُ أَنْ يُطْلِقَ بَدَلَ هَذِهِ اللَّفْظَةِ "بِأَهْوَنَ عَلَيَّ" بِأَصْعَبَ عَلَيَّ فَتَنَكَّبَ لَفْظَةَ التَّصْعِيبِ إِذْ هِيَ مِنْ أَلْفَاظِ النَّقْصِ وَأُبْدِلَتْ بِلَفْظِ التهوين الذي لا يشوبه ذلك.
ذِكْرُ خَبَرٍ شَنَّعَ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ عَلَى أَئِمَّتِنَا حَيْثُ حُرِمُوا التَّوْفِيقَ لِإِدْرَاكِ مَعْنَاهُ
268 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُلْقَى فِي النَّارِ فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ"1. [67:3]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. القواريري: هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة، وأخرجه البخاري "4848" في التفسير: باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} ، و"7384" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 349، من طريقين عن حرمي بن عمارة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/134و141 و224. والبخاري في الأيمان: باب الحلف بعزة الله، ومسلم "2848" في الجنة: باب النار يدخلها الجبارون، والترمذي "3272" في التفسير: باب ومن سورة {ق} ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 97 و98، والطبري 26/106، من طرق عن قتادة، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري "4849" و"4850" في تفسير سورة {ق} ، ومسلم "2846" في الجنة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 92 و93 و94 و95.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم "2847"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 98.
وقوله: "قط، قط" بالتخفيف والسكون، ويجوز قطٍ منوناً مجروراَ، وقطي، وكلها بمعنى حَسْبي حَسْبي، ورواه بعضهم: "فتقول: قطني قطني".
الصفحة 501
560