كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 1)

...............................................................................................
ـــــــ
ويترجح بأنه اختص بأنه عليه السلام أمره بأن يعلمه الناس رواه أحمد وليس تشهد ابن عباس أفضل وهو "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله"إلى آخره ولفظ مسلم "وأشهد أن محمدا رسول الله" ولا تشهد عمر وهو "التحيات لله الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك" إلى آخره.
فإن تشهد بأحدها أجزأة حكاه ابن هبيرة اتفاقا لكن قال بعض أصحابنا وهو الذي في التلخيص إنه لايجزئ غير تشهد ابن مسعود فعلى هذا لو ترك منه حرفا لم يجزئه.
وقد ذكر المؤلف وصححه هو وغيره أنه متى أخل بلفظة ساقطة في بعض التشهدات فلا بأس وقدمه جماعة كما إذا أسقط لفظا لا يسقط المعنى به.
فعلى هذا الواجب خمس كلمات وهي "التحيات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" أو "رسول الله" لأن هذا يأتي على معنى الجميع وهو المتفق عليه في الروايات.
وظاهره أنه لا يسمي في أوله وصرح القاضي بالكراهة وأنه يرتب الجمل وهو وجه لأن إذا لم يرتب فقد أخل به في ذكر مشروع فلم يصح كالأذان.
فائدة: إذا قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ينوي به النساء ومن لا شركة له في صلاته في ظاهر كلامهم لقوله عليه السلام "أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض".
مهمات التحيات جمع تحية وهي العظمة وقال أبو عمرو الملك وقال ابن االأنباري السلام وقيل البقاء والصلوات هي الخمس وقيل الرحمة وقيل الأدعية وقيل العبادات والطيبات هي الأعمال الصالحة.

الصفحة 412