كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 1)

أو بحضرة طعام تتوق نفسه إليه ويكره العبث
ـــــــ
وعنه يعيد وعنه إن أزعجه وقاله ابن أبي موسى ويتوجه أنه إذا خاف فوت الوقت فإنه يصلي معها من غيركراهة وفي معناه الحاقب وهو الذي احتبس غائطه.
وعبارته في الفروع أشمل قال ابن أبي الفتح وفي معناهما من به ريح محتبسة فتجيء الروايات وحكم الجوع والعطش المفرط كذلك قاله بعض أصحابنا.
قال ابن عقيل إنما جمع بينهما الشارع لاستوائهما في المعني وكذا قال يكره ما يمنعه من إتمام الصلاة بخشوعها كحر وبرد لأنه يقلقه "أو بحضرة طعام تتوق نفسه إليه" جزم به في المحرر و الوجيز.
قال الترمذي: هو أشبه بالاتباع وهو مروي عن أبي بكر وعمر وابنه لقوله عليه السلام: "لا صلاة بحضرة طعام" ولحديث ابن عمر وهو في الصحيحين.
وللبخاري كان ابن عمر يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيها حتى يفرغ وإنه يسمع قراءة الإمام وهذا ما لم يضق الوقت فإن ضاق فلا يكره بل يجب.
وظاهره أنه إذا لم تتق نفسه إليه أنه يبدأ بالصلاة من غيركراهة وقدم في الفروع وغيره أنه يكره ابتداؤها تائقا لطعام والمعنى يقتضيه وظاهره سواء كان بحضرته أولا لقول أبي الدرداء من فقه الرجل إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ رواه أحمد في الزهد والبخاري في تاريخه لكن الأول هو ظاهر الأخبار وعلى هذا إن بدأ بالصلاة صحت إجماعا حكاه ابن المنذر لأن البداءة بالطعام رخصة فإذا لم يفعلها صحت كسائر الرخص.
"ويكره العبث" لأنه عليه السلام رأى رجلا يعبث في صلاته فقال: "لو

الصفحة 427