كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 1)
وتعقبه بن عبد البر بأنه لو كان صحيحا عنده لأخرجه في صحيحه وهذا مردود لأنه لم يلتزم الاستيعاب ثم حكم بن عبد البر مع ذلك بصحته لتلقي العلماء له بالقبول فرده من حيث الإسناد وقبله من حيث المعنى وقد حكم بصحة جملة من الأحاديث لا تبلغ درجة هذا ولا تقاربه ورجح بن مندة صحته وصححه أيضا بن المنذر وأبو محمد البغوي ومداره على صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته رواه عنه مالك وأبو أويس قال الشافعي في إسناد هذا الحديث من لا أعرفه قال البيهقي يحتمل أن يريد سعيد بن سلمة أو المغيرة أو كليهما قلت لم ينفرد به سعيد عن المغيرة فقد رواه عنه يحيى بن سعيد الأنصاري إلا أنه اختلف عليه فيه والاضطراب منه فرواه بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن رجل من أهل المغرب يقال له المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة أن ناسا من بني مدلج أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره وقيل عنه عن المغيرة عن رجل من بني مدلج وقيل عن يحيى عن المغيرة عن أبيه وقيل عن يحيى عن المغيرة بن عبد الله أو عبد الله بن المغيرة وقيل عن يحيى عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله مرفوعا وقيل عن يحيى عن عبد الله بن المغيرة عن أبي بردة مرفوعا وقيل عن المغيرة عن عبد الله المدلجي ذكرها الدارقطني وقال أشبهها بالصواب قول مالك ومن تابعه وقال بن حبان من قال فيه عن المغيرة عن أبيه فقدوهم والصواب عن المغيرة عن أبي هريرة وأما حال المغيرة فقد روى الآجري عن أبي داود أنه قال المغيرة بن أبي بردة معروف وقال بن عبد البر وجدت اسمه في مغازي موسى بن نصير وقال بن عبد الحكم اجتمع عليه أهل إفريقية أن يؤمروه بعد قتل يزيد بن أبي مسلم فأبى انتهى ووثقه النسائي فعلم بهذا غلط من زعم أنه مجهول لا يعرف وأما سعيد بن سلمة فقد تابع صفوان بن سليم على روايته له عنه الجلاح أبو كثير رواه عنه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث وغيرهما ومن طريق الليث رواه أحمد والحاكم والبيهقي عنه وسياقه أتم قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فجاءه صياد فقال يا رسول الله إنا ننطلق في البحر نريد الصيد
الصفحة 10
288