وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك مسلم وأبو داود وابن حبان من حديث عقبة بن عامر عن عمر ببعضه من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ورواه الترمذي من وجه آخر عن عمر وزاد فيه اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين وقال في إسناده اضطراب ولا يصح فيه شيء كبير قلت لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض والزيادة التي عنده رواها البزار والطبراني في الأوسط من طريق ثوبان ولفظه من دعا بوضوء فتوضأ فساعة فرغ من وضوءه يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين الحديث ورواه بن ماجة من حديث أنس وأما قوله سبحانك اللهم إلى آخره فرواه النسائي في عمل اليوم والليلة والحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة واختلف في وقفه ورفعه وصحح النسائي الموقوف وضعف الحازمي الرواية المرفوعة لأن الطبراني قال في الأوسط لم يرفعه عن شعبة إلا يحيى بن كثير قلت ورواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني تخريج الدارقطني له من طريق روح بن القاسم عن شعبة وقال تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم قلت ورجح الدارقطني في العلل الرواية الموقوفة أيضا
تنبيهان أحدهما قول الرافعي مستقبل القبلة لم يرد في الأحاديث التي قدمناها لكن يستأنس لها بما في لفظ رواية البزار عن ثوبان من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع طرفه إلى السماء الحديث قال بن دقيق العيد في شرح الإمام رفع الطرف إلى السماء للتوجه إلى قبلة الدعاء ومهابط الوحي ومصادر تصرف الملائكة الثاني قال النووي في الأذكار والخلاصة إن حديث أبي سعيد هذا ضعيف وقال في شرح المهذب رواه النسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد غريب ضعيف رواه مرفوعا وموقوفا عن أبي سعيد وكلاهما ضعيف هذا لفظه فأما المرفوع فيمكن أن يضعف بالاختلاف والشذوذ وأما الموقوف فلا شك ولا ريب في صحته فإن النسائي قال فيه حدثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن كثير ثنا شعبة ثنا أبو هاشم وقال بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عنه وهؤلاء من رواة الصحيحين فلا معنى لحكمه عليه بالضعف والله أعلم
( 8 باب الاستنجاء )
122 - حديث أنه صلى الله عليه و سلم قال وليستنجي أحدكم بثلاثة أحجار الشافعي من حديث أبي هريرة به في حديث أوله إنما أنا لكم مثل الوالد فإذا ذهب أحدكم إلى الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بغائط ولا بول وليستنج بثلاثة أحجار ورواه بن خزيمة وابن حبان والدارمي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة في صحيحه
123 - حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليفعل أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي في حديث وفي آخره من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومداره على أبي سعد الحبراني الحمصي وفيه اختلاف وقيل إنه صحابي ولا يصح والراوي عنه حصين الحبراني وهو مجهول وقال أبو زرعة شيخ وذكره بن حبان في الثقات وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل