كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 1)

أتتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الماء طهور لا ينجسه شيء لفظ الترمذي وقال حديث حسن وقد جوده أبو أسامة وصححه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو محمد بن حزم ونقل بن الجوزي أن الدارقطني قال إنه ليس بثابت ولم نر ذلك في العلل له ولا في السنن وقد ذكر في العلل الاختلاف فيه على بن إسحاق وغيره وقال في آخر الكلام عليه وأحسنها إسنادا رواية الوليد بن كثير عن محمد بن كعب يعني عن عبد الله بن عبد الرحمن بن رافع عن أبي سعيد وأعله بن القطان بجهالة راويه عن أبي سعيد واختلاف الرواة في اسمه واسم أبيه قال بن القطان وله طريق أحسن من هذه قال قاسم بن أصبغ في مصنفه حدثنا محمد بن وضاح ثنا عبد الصمد بن أبي سكينة الحلبي بحلب ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال قالوا يا رسول الله إنك تتوضأ من بئر بضاعة وفيها ما ينجى الناس والمحائض والخبث فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الماء لا ينجسه شيء وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن في مستخرجه على سنن أبي داود حدثنا محمد بن وضاح به قال بن وضاح لقيت بن أبي سكينة بحلب فذكره وقال قاسم بن أصبغ هذا من أحسن شيء في بئر بضاعة وقال بن حزم عبد الصمد ثقة مشهور قال قاسم ويروى عن سهل بن سعد في بئر بضاعة من طرق هذا خيرها وقال بن مندة في حديث أبي سعيد هذا إسناد مشهور قلت بن أبي سكينة الذي زعم بن حزم أنه مشهور قال بن عبد البر وغير واحد إنه مجهول ولم نجد عنه راويا إلا محمد بن وضاح
تنبيه قوله أتتوضأ بتائين مثناتين من فوق خطاب للنبي صلى الله عليه و سلم قال الشافعي كانت بئر بضاعة كبيرة واسعة وكان يطرح فيها من الأنجاس مالا يغير لها لونا ولا طعما ولا يظهر له ريح فقيل للنبي صلى الله عليه و سلم تتوضأ من بئر بضاعة وهي يطرح فيها كذا وكذا فقال مجيبا الماء لا ينجسه شيء قلت وأصرح من ذلك ما رواه النسائي بلفظ مررت بالنبي صلى الله عليه و سلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلت أتتوضأ منها وهي يطرح فيها ما يكره من النتن فقال إن الماء لا ينجسه شيء وقد وقع مصرحا به في رواية قاسم بن أصبغ في حديث سهل بن سعد أيضا وهذا أشبه بسياق صاحب الكتاب
قوله وكان ماء هذه البئر كنقاعة الحناء هذا الوصف لهذه البئر لم أجد له أصلا قلت ذكره بن المنذر فقال ويروى

الصفحة 13