من اهتمامك فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران فقام على المسجد فأذن ثم قعد ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول قد قامت الصلاة الحديث ورواه الدارقطني من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة عن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل به ورواه أبو الشيخ في كتاب الأذان من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن عن عبد الله بن زيد قال لما كان الليل قبل الفجر عشيني النعاس فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران وأنا بين النائم واليقظان فقام على سطح المسجد فجعل إصبعيه في أذنيه ونادى فذكر الحديث بطوله وهذا حديث ظاهره 1 الانقطاع قال المنذري إلا أن قوله في رواية أبي داود حدثنا أصحابنا إن أراد به الصحابة فيكون مسندا وإلا فهو مرسل قلت في رواية أبي بكر بن أبي شيبة وابن خزيمة والطحاوي والبيهقي ثنا أصحاب محمد فتعين الاحتمال الأول ولهذا صححها بن حزم وابن دقيق العيد
فائدة ذكر الفوراني والغزالي أن عبد الله بن زيد سأل النبي صلى الله عليه و سلم أن يأذن له في الأذان مرة واحدة فأذن الظهر قال النووي هذا باطل وهو كما قال وعند عبد الرزاق من حديث سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد في قصة الرؤيا فبلغه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره بالتأذين لكن يحمل ذلك على أن المأمور بلال فلا ينتهض لما ذكراه وأيضا ففي إسناده أبو جابر البياضي وهو كذاب قوله كان بلال وغيره من مؤذني رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤذنون قياما أما قيام بلال فثابت في الصحيحين من حديث بن عمر ففيه قم يا بلال فناد بالصلاة وفي الاستدلال به نظر لأن معناه اذهب إلى موضع بارز فناد فيه قال النووي وعند النسائي من حديث أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه و سلم لما علمه الأذان قال له قم فأذن بالصلاة والاستدلال به كالذي قبله وعند أبي داود من طريق عروة عن امرأة من بني النجار قالت كان بيتي أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن عليه الفجر فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر فإذا رآه تمطأ وقال بن المنذر أجمع كل من يحفظ عنه العلم أن السنة أن يؤذن المؤذن قائما قال وروينا عن أبي زيد الأنصاري الصحابي أنه اذن وهو قاعد قال وثبت أن بن عمر كان يؤذن على البعير وينزل فيقيم وسيأتي حديث وائل بن حجر قريبا إن شاء الله قوله وينبغي أن