كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 1)

تنبيه اختلف في معنى قوله ولا تعد فقيل نهاه عن العود إلى الإحرام خارج الصف وأنكر هذا بن حبان وقال أراد لا تعد في إبطاء المجئ إلى الصلاة وقال بن القطان الفاسي تبعا للمهلب بن أبي صفرة معناه لا تعد إلى دخولك في الصف وأنت راكع فإنها كمشية البهائم ويؤيده رواية حماد بن سلمة في مصنفه عن الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وقد ركع فركع ثم دخل الصف وهو راكع فلما انصرف النبي صلى الله عليه و سلم قال أيكم دخل في الصف وهو راكع فقال له أبو بكرة أنا فقال زادك الله حرصا ولا تعد وقال غيره بل معناه لا تعد إلى إتيان الصلاة مسرعا واحتج بما رواه بن السكن في صحيحه بلفظ أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف فلما قضى الصلاة قال من الساعي آنفا قال أبو بكرة فقلت أنا فقال زادك الله حرصا ولا تعد
فائدة روى الطبراني في الأوسط من حديث بن الزبير ما يعارض هذا الحديث فأخرج من حديث بن وهب عن بن جريج عن عطاء سمع بن الزبير على المنبر يقول إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف فإن ذلك السنة قال عطاء وقد رأيته يصنع ذلك وقال تفرد به بن وهب ولم يروه عنه غير حرملة ولا يروي عن بن الزبير إلا بهذا الإسناد
458 - حديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سلم عليه نفر من الأنصار وكان يرد عليهم بالإشارة وهو في الصلاة أبو داود عن بن عمر خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قباء يصلي فيه قال فجاءت الأنصار فسلموا عليه فقلت لبلال كيف رأيت رسول يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي قال يقول هكذا وبسط كفه وهكذا رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان ورواه بن حبان والحاكم وأحمد أيضا من حديث بن عمر أنه سأل صهيبا عن ذلك بدل بلال وذكر الترمذي أن الحديثين جميعا صحيحان
قوله دلت هذه الأحاديث ونحوها على احتمال الفعل القليل في الصلاة ومراده بقوله ونحوها حديث جابر في صحيح مسلم وهو في باب سجود السهو وفي باب أوقات الصلاة وحديث أم سلمة وحديث عائشة في الصحيحين وروى أبو داود وابن خزيمة وغيرهما عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يشير في الصلاة وفي كلها إشارته وهو في الصلاة صلى الله عليه و سلم

الصفحة 285