كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 1)

61 - وأخرجه الطبراني من وجهين آخرين ضعيفين أيضا عن أبي أمامة ورواه أيضا من طرق ضعيفة عن بن عباس أيضا بزيادة مجلاة للبصر
64 - حديث لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك متفق عليه من رواية أبي هريرة في حديث وله طرق وألفاظ ورواه مسلم من حديث أبي سعيد والبزار من حديث علي وابن حبان من حديث الحارث الأشعري وأحمد من حديث بن مسعود والحسن بن سفيان من حديث جابر
تنبيه الخلوف بضم الخاء المعجمة هو التغير في الفم قال عياض قيدناه عن المتقنين بالضم وأكثر المحدثين يفتحون خاءه وهو خطأ وعده الخطابي في غلطات المحدثين واختلف العلماء في معنى قوله سبحانه وتعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به على أقوال كثيرة بلغ بها أبو الخير الطالقاني إلى خمسة وخمسين قولا والمشهور منها أقوال الأول أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه أكثر الثاني أنه يوم القيامة يأخذ خصماؤه جميع أعماله إلا الصوم فلا سبيل لهم عليه قاله بن عيينة الثالث أن الصوم لم يعبد به غير الله وما عداه من العبادات تقربوا به إلى آلهتهم الرابع أن الصوم صبر والله تعالى يقول إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ووقع نزاع بين الإمامين أبي محمد بن عبد السلام وأبي عمرو بن الصلاح في أن هذا الطيب هل هو في الدنيا أو في الآخرة فقال بن عبد السلام في الآخرة خاصة لرواية مسلم من ريح المسك يوم القيامة وقال بن الصلاح عام في الدنيا والآخرة واستدل على ذلك بأدلة كثيرة ونقله عن خلق من العلماء وأوضح ما استدل به ما رواه بن حبان بلفظ لخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام ورواية جابر عن مسند الحسن بن سفيان وأما الثانية فإنهم يمشون وخلوف أفواههم أطيب عنه الله من ريح المسك أملاه الإمام أبو منصور السمعاني وقال إنه حديث حسن قال بن الصلاح وأما ذكر يوم القيامة في تلك الرواية فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل في الدنيا فخص في هذه الرواية لذلك وأطلق في باقي الروايات نظرا إلى أن أصل أفضليته ثابتة في الدارين كما قال تعالى إن ربهم بهم يومئذ لخبير
تنبيه آخر استدل الأصحاب بهذا الحديث على كراهية الاستياك بعد الزوال لمن يكون صائما وفي الاستدلال به نظر لكن في رواية الدارقطني عن أبي هريرة قال لك السواك إلى العصر فإذا صليت فألقه فإني سمعت

الصفحة 61