رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وقد عارضه حديث عامر بن ربيعة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستاك وهو صائم مالا أعد رواه أبو داود وغيره وإسناده حسن علقه البخاري ونقل الترمذي أن الشافعي قال لا بأس بالسواك للصائم أول النهار وآخره وهذا اختيار أبي شامة وابن عبد السلام والنووي وقال إنه قول أكثر العلماء ومنهم المزني وفي الباب حديث علي إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كانتا نورا بين عينيه يوم القيامة وإسناده ضعيف أخرجه البيهقي
فصل نازع جماعة في صحة الاستدلال بحديث أبي هريرة على كراهة السواك للصائم حين يخلف فمه منهم بن العربي فقال الخلوف يقع من خلو المعدة والسواك لا يزيله وإنما يزيل وسخ الأسنان وقال أيضا الحديث لم يسق لكراهية السواك وإنما سيق لترك كراهة مخالطة الصائم كذا قال وفيه نظر لما تقدم من قول أبي هريرة راوي الحديث وكذا في قوله والسواك لا يزيله نظر لأنه يزيل المتصعد إلى الأسنان الناشئ عن خلو المعدة
65 - حديث لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة متفق عليه من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواه البخاري من حديث مالك ومسلم من حديث بن عيينة وهذا لفظه كلاهما عنه قال بن مندة وإسناده مجمع على صحته وقال النووي غلط بعض الأئمة الكبار فزعم أن البخاري لم يخرجه وهو خطأ منه وليس هو في الموطأ من هذا الوجه بل هو فيه عن بن شهاب عن حميد عن أبي هريرة قال لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء ولم يصرح برفعه قال بن عبد البر وحكمه الرفع وقد رواه الشافعي عن مالك مرفوعا وفي الباب عن زيد 1 بن خالد رواه الترمذي وأبو داود وعن علي 2 ورواه أحمد وعن أم حبيبة 3 رواه أحمد أيضا وعن عبد الله بن عمرو