كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 1)

وتوفي أميرُ المسلمين سنة (٥٠٠ هـ)، ثمَّ تولى بعده ابنه عليُّ بن يوسف بن تاشفين، وكان زاهدًا متبتِّلًا، يؤثر أهلَ الفقه والدين، ولا يبتُّ في صغير ولا كبير من أمر الدولة إلَّا بمحضر أربعةٍ مِن الفقهاء، وكانت في وقته وقعاتٌ بين المسلمين والروم.
وفي سنة (٥٢٠ هـ) بدأت تتواتر أخبارُ ابن تومرت المدعي بالمهدي في المغرب وتَسمَّى هو وأصحابُه بالموحِّدين، وصارت بينه وبين علي بن تاشفين حروبٌ عدّة، ومحاصرةٌ لمرَّاكش، وكان على إمرة الأندلس ابنه تاشفين بن علي، عُرف بالجهاد والنكاية بالعدو، إلى أن استدعاه أبوه إلى مرَّاكش.
وبعد سنة (٥٣٠ هـ) بدأ تاشفين في قتال الموحدِّين، ثمَّ توفي أبوه علي بن يوسف بن تاشفين أمير المسلمين سنة (٥٣٧ هـ).
فهذه معظم الأحداث السياسية التي عاصرها المصنِّف في بلاد الأندلس والمغرب، -إذ كانت له رحلةٌ إلى المغرب كما سيأتي-، وتوفي سنة (٥٣٢ هـ) في عهد المرابطين، ومجمل ذلك أنَّه عاصر عهد ملوك الطوائف.
- علي بن مجاهد العامري (٤٣٦ هـ- ٤٦٨ هـ).
- أحمد بن سليمان بن هود المقتدر (٤٦٨ هـ - ٤٧٤ هـ).
- المنذر بن هود (٤٧٤ هـ - ٤٨٣ هـ).
ثم دولة المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين، ومن بعده ولده علي بن يوسف بن تاشفين (١).
---------------
(١) انظر تاريخ دول الطوائف والمرابطين في: المغرب في أخبار الأندلس والمغرب (٤/ ٣١ - ٩٦)، المعجب في تلخيص أخبار المغرب (ص: ١٤٧ - ٢٤١)، دول الطوائف (ص: ٣١٤ - ٣٧٣)، الحلل السندسية (٣/ ٣٧ - ٦٠).

الصفحة 35