كتاب غاية المقصد فى زوائد المسند (اسم الجزء: 1)

1373 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِىُّ، عَنْ أَبِى السَّلِيلِ، قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فِى مَجْلِسِنَا بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِى أَبِى، أَوْ عَمِّى، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَقِيعِ، وَهُوَ يَقُولُ: "مَنْ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ أَشْهَدُ لَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَحَلَلْتُ مِنْ عِمَامَتِى لَوْثًا أَوْ لَوْثَيْنِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِمَا، فَأَدْرَكَنِى مَا يُدْرِكُ بَنِى آدَمَ، فَعَقَدْتُ عَلَىَّ عِمَامَتِى، فَجَاءَ رَجُلٌ، وَلَمْ أَرَ بِالْبَقِيعِ رَجُلاً أَشَدَّ سَوَادًا [أَصْفَرَ] مِنْهُ، وَلاَ آدَمَ، يَعْبُرُ بِنَاقَةٍ، لَمْ أَرَ بِالْبَقِيعِ نَاقَةً أَحْسَنَ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَدَقَةٌ، قَالَ: "نَعَمْ، قَالَ: دُونَكَ هَذِهِ النَّاقَةَ، قَالَ: فَلَمَزَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَذَا يَتَصَدَّقُ بِهَذِهِ، فَوَاللَّهِ لَهِىَ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "كَذَبْتَ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَمِنْهَا، ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ: "وَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئِينَ مِنَ الإِبِلِ. ثَلاثًا، قَالُوا: إِلاَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِلاَّ مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَجَمَعَ بَيْنَ كَفَّيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُزْهِدُ [الْمُجِدُ] ثَلاثًا، الْمُزْهِدُ فِى الْعَيْشِ [الْمُجْدُ] فِى الْعِبَادَةِ.
* * *
باب
1374 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعَتِ الأَنْصَارُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِمَالٍ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَوَافَوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعَرَّضُوا له، فَلَمَّا رَآهُمْ تَبَسَّمَ، وَقَالَ: "لَعَلَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَدِمَ وَقَدِمَ بِمَالٍ؟، قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيْرًا، فَوَاللَّهِ -[416]- مَا الْفَقْرُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ إِذَا صُبَّتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا فَتَنَافَسْتُمُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ.

الصفحة 415