كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

"البحر"، والنووى في "شرح مسلم" (¬1)، قال الحافظ المصنف (¬2) -رحمه الله-: والمذكور في كتب الحنفية (¬3) التفصيل بَيْنَ إذا كانت رخوة بحيث يتخللها الماء حتى يغمرها، فهذه لا تحتاج إلى حَفر، وبين إذا كانت صلبة فلا بد من حفرها وإلقاء التراب لأن الماء لم يغمر أعلاها وأسفلها، واحتجوا على ذلك بحديثٍ جاء من ثلاث طرق أحدها موصول عن ابن مسعود أخرجه الطحاوي (¬4)، لكن إسناده ضعيف، قاله أحمد وغيره، والآخران مرسَلَان أخرج أحدهما أبو داود من طريق عبد الله بن معقل بن مقرن التابعي (¬5)، والآخر (¬6) سعيد ابن منصور من طريق طاوس ورواتهما ثقات.
وأخرجه الدارقطني أيضًا من حديث عبد الله بن معقل قال: قام أعرابي إلى زاوية من زوايا المسجد فبال فيها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه، وأهريقوا على مكانه ماء" (¬7).
قال أبو داود: رُوي (أ) مرفوعًا -يعني موصولا-، ولا يصح.
¬__________
(أ) في هـ: وروي.
__________
(¬1) البحر 1/ 26، وشرح مسلم 1/ 580.
(¬2) الفتح 1/ 325.
(¬3) بدائع الصنائع 1/ 277.
(¬4) أخرجه الدارقطني 1/ 132، والطحاوي 1/ 16، ولفظه: (فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكانه فاحتفر، فصب عليه دلو من ماء) والحديث فيه سمعان بن مالك، قال أبو زرعة: هذا حديث ليس بقوي، قال ابن خراش: مجهول، وكذا الدارقطني، وقال أبو حاتم: لا أصل له. الميزان 2/ 234، علل الحديث 1/ 24 ح 36، التلخيص 1/ 49 - 50.
(¬5) الحديث عن عبد الله بن معقل بن مقرن قال: صلى أعرابي. . وفيه قال -يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه وأهريقوا على مكانه ماء" قال أبو داود: وهو مرسل ابن معقل لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - 1/ 265 ح 381.
(¬6) الفتح 1/ 325.
(¬7) سنن الدارقطني باب في طهارة الأرض من البول 1/ 132 وقال: عبد الله بن معقل تابعي وهو مرسل.

الصفحة 111