كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

"آلي كُلُّ تقي" (¬1)، وفي رواية الطبراني: "آل محمد كل تقيّ"، [وروي هذا من حديث عليّ، ومن حديث أنس، وفي أسانيدها ضعف.
قال الحليميّ: المراد كل تقيّ من قرابته (¬2).
قال البيهقي: ومن الأدلة على أنَّ الآل هم القرابة حديث الأضْحِية: "اللهمَّ تقبل مِن محمد، وآلِ محمد، ومن أمةِ محمد" أخرجه مسلم (¬3)، وكذلك (أ) ما سيأتي (ب).
¬__________
(أ) في هـ: وكذا.
(ب) في هـ: ما سيأتي لفظه.
__________
= القول بالحديث، والذي في شرح مسلم الأقوال دون أدلة. والاستدلال بالحديث على هذا القول غير وجيه، فهناك قول رابع أن آله هم الأتقياء من أمته حكاه ابن القيم ونسبه إلى جماعة واستدل بهذا الحديث وهو وجيه. وتفسير الآل وأدلة كل قول أطال النفس فها ابن القيم في جلاء الأفهام 114 وما بعدها، والحليمي في المنهاج في شعب الإيمان 2/ 136 - 142.
(¬1) سنن البيهقي 2/ 152، من حديث أنس ولفظه: سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن آل محمد قال: "كل تقي".
قال البيهقي: وهذا لايحل الاحتجاج بمثله نافع السلمي أبو هرمز بصري كذبه يحيى بن معين وضعفه أحمد وغيرهما من الحفاظ. وأخرجه تمام في فوائده بلفظ: "آل محمد كل تقي" وفيه نافع أبو هرمز- أيضًا. وأخرجه الديلمي بلفظ: "آل محمد كل تقي" ثم قرأ {إنْ أولياؤه إلَّا المتقون} مسند الفردوس 1/ 506. ومن حديث على في الدلائل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قلت: يا رسول الله مَنْ آل محمد؟ قال: "كل تقى".
وفيه: الحارث بن محمد الله الهمداني من كبار علماء التابعين على ضعفٍ فيه، كذبه الشعبي، وضعفه الدارقطني، وقال ابن سيرين: عامة ما يرويه باطل، الميزان 1/ 433، التقريب 60. وأورده شيخ الإسلام بلفظ: "كل مؤمن تقى" وقال: موضوع لا أصل له، وقال السيوطي: لا أعرفه، وقال السخاوي: (وأسانيدها ضعيفة ولكن شواهده كثيرة منها في الصحيحين: "إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين). سنن البيهقي 2/ 152، فتاوى شيخ الاسلام 22/ 152، المقاصد الحسنة 5 - 6، مختصر المقاصد / 43، كشف الخفا 17 - 18.
(¬2) ولفظه: فإن قيل لم لا قلتم إن المؤمنين كلهم آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما روى أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الآل فقال: (كل مؤمن تقى). قيل: معنى ذلك إن المؤمنين الأتقياء من قرابته هم آله فأما الكفار فليسوا من آله لقطع الله الولاية بين المسلمين والكافرين.
المنهاج في شعب الإيمان 2/ 141 - 142.
(¬3) أخرجه مسلم من حديث عاثشة أن رسول الله أمر بكبش أقرن، وفيه: "اللهم تقبل من محمد" 3/ 1557 ح 19 - 1967.

الصفحة 14