كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وأسلم بعد موته فخارج عن العدِّ أخذًا من مفهوم: "وكان مؤمنا" (¬1)، وعلى الأرجح دخول الجن للقطع بِبَعثِهِ إليهم، وهم مكلفون، فمن عُرف اسمُه منهم لم يُتَرَدد في عده من الصحابة، ولم يرتضه ابنُ الأثير (¬2) بِلا استناد منه إلى حُجة.
وأما الملانكة فيتوقف عدهم فيهم على ثبوت بعثته إليهم، وفيه خلاف، وقد نقل بعضُهم الإجماع على ثبوته (¬3)، وعكس (أ) بعضُهم.
وأما من رآه بعد موته قبل دفنه فالراجح أنه غير صحابي، وكذلك من كُشِف له (¬4) عنه من الأولياء ورآه يقظةً كرامة لانقطاع أحكام الحياة وإنْ كان - صلى الله عليه وسلم - حيًّا في قبره (¬5)، وكذا مَنْ رآه مناما] (ب).
والسير مجازٌ عن الجد في أعلى معالم الدين، وإضافة النصرة إلى الدِّين مَجَاز، والحقيقة إضافتها إلى صاحب الدين، والظاهر أنَّ (لفظ) (جـ) الصُّحبة تسمية تدل على النصرة، وأما الجمع بينهما فلا يظهر له توجيه إِلا بتكلف. و"سَيْرًا" منتصب على أنه مفعول مطلق ذُكِر لبيان النوع بالصفة له "بحثيث".
¬__________
(أ) في هـ: عكسه.
(ب، جـ) بهامش الأصل.
__________
(¬1) تدريب الراوي 396، الإصابة 1/ 8.
(¬2) الإصابة 1/ 7.
(¬3) لم أقف على حكاية الإجماع.
(¬4) هذا لا يُعرف في السلف الصالح، والذي ثبت في الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - يُرَى في المنام: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي". البخاري 12/ 383 ح 6994.
(¬5) الرسول حَيٌّ في قبره حياة برزخية. والأرواح في البرزخ متفاوتة أعظم تفاوت فمنها أرواح في أعلى عِليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .. شرح العقيدة الطحاوية 454، والبرزخ: الحاجز بين الشيئين من وقت الموت إلى وقْت القيامة. لوامع الأنوار 2/ 4.

الصفحة 17