كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

بالسَّبعة: أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنَّسَائي والتَّرمذِيّ وابن مَاجَه، وبالستة: من عدا أحمد، وبالخمسة: من عدا البخاري ومسلما.
وقد أقول: "الأربعة وأحمد"، وبالأربعة: من عدا الثلاثة الأول، وبالثلاثة: من عداهم والأخير، وبالمتفق: البخاري ومسلم، وقد لا أذكر معهما غيرهما، وما عدا ذلك فهو مبيَّن.
وسميته "بلوغُ المَرام من أدلة الأحكام". والله أسأل أنْ لا يجعل ما عَلَّمنَاهُ علينا وَبَالًا، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى).
ذكر المصنف -رحمه الله تعالى- اصطلاحه في ذِكر أئمة الحديث، ولا مُشَاحَّة في الاصطلاح، فلكلٍّ (أ) أن يبتدئ له اصطلاحا فيما أراد وضعه مما يقرب معه الكلام ويتيسر له فيه النظام.
ويحسُنُ ذكر تراجم الأئمة المذكورين، وإن كانت أحوالهم مشهورة، وقد أُودِعَتْ تراجمهم الكتب المطولة والمختصرة.
فأحمد هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني (¬1)، الإِمام، البارع، المُجْمَع على إمامته وجلالته وورعه وزهادته ووفور علمه وسيادته، رحل إلى الحجاز والشام واليمن وغيرها، وعمن سفيان بن عُيَيْنَة وأقرانه، وروى عنه جماعةٌ من شيوخه وخلائق آخرون لا يُخصَون، منهم البخاري ومسلم (¬2)، وكثر ثناء الأئمة عليه: قال أبو زُرعَة (¬3): كان كتبه اثني عشر حِمْلا وكان
¬__________
(أ) في هـ: بل لكل.
__________
(¬1) حلية الأولياء 9/ 161، طبقات الحنابلة 1/ 20، سير أعلام النبلاء 11/ 177.
(¬2) سير أعلام النبلاء 11/ 181.
(¬3) عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، أبو زُرعة، الرازي، إمامٌ جليل، سيد الحفاظ، قال ابن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة". تاريخ بغداد 10/ 326، تهذيب التهذيب 7/ 30.

الصفحة 20