وأخرج أبو داود والنسائي بإسناد حسن من حديث أم عمارة الأنصارية (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "توضأ (أ) بإناء فيه قدر (ب) ثُلَثَي مُدٍّ" (¬1) ورواه البيهقي من حديث عبد الله بن زيد.
وروي البيهقي من طريق ابن عدي وضعفه من حديث أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ (ب) بنصْفِ مُدٍّ (¬2) ورواه البيهقي (¬3) أيضًا بلفظ بقسط من ماء. وهو ضعيف أيضًا، والقسط: نصف مد.
في هذا المذكور رد على ابن شعبان (¬4) من المالكية حيث قال: "لا يجزئ أقل من مُدٍّ في الوضوء وصاعٍ في الغُسْل لحديث أنس المتفق عليه" (¬5) وحكي مثل قوله عن محمد بن الحسن من الحنفية قال صاحب التقريب (جـ): وذكر أصحابنا في كتب الفقه حديثًا آخر أنه توضأ بثلث مد وحديثا آخر "أنه توضأ بما لا يلت الثري" (¬6) ولا أصل (¬7) لهما. وقد عرفت من اختلاف هذه
¬__________
(أ) ما بينهما بهامش ب.
(ب) ساقطة من ب.
(جـ) في جـ: التقرير.
__________
(¬1) أبو داود بمعناه، باب ما يجزيء من الماء في الوضوء 1/ 72 ح 94.
والنسائي بمعناه باب القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء في الوضوء 1/ 50. البيهقي 1/ 196.
(¬2) و (¬3) سنن البيهقي 1/ 196، وقال: فيه الصلت بن دينار لا يعرج بحديثه، الصلت بن دينار الأزدي أبو شعيب المجنون من أهل البصرة تركه أحمد ويحيى، قال الدارمي: ليس بشيء.
المجروحين 1/ 375 - 376 الميزان 2/ 318.
(¬4) محمد بن القاسم بن شعبان بن ربيعة ينتهي نسبه إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه - كان رأس فقهاء المالكية بمصر في وقته وأحفظهم لمذهبه وكان ضعيفا بالعربية وكانت كتبه مليئة بغرائب من أقوات مالك وأقوال شاذة. توفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، الديباج المذهب 2/ 194، حسن المحاضرة 1/ 313 - 314.
(¬5) البخاري 1/ 304 ح 210 - مسلم 1/ 257 ح 50 - 325.
(¬6) التقريب وشرحه طرح التثريب 2/ 91.
(¬7) قال النووي: لا أعلم له أصلا. المجموع 2/ 192.