ذو غرة وأصل الغرة (¬1) لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر، والمراد بها هنا: النور الكائن في وجوه أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. وغرا منصوب على الحالية، وعلى رواية يدعون يحتمل المفعولية: أي أنهم إذا نودوا على رؤوس الأشهاد نودوا بهذا الوصف وكانوا على هذه الصفة، ومحجلين بالمهملة والجيم من التحجيل (¬2) وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس وأصله من الحِجل بكسر المهملة وهو الخلخال والمراد به هنا (أ) النور.
واستدل الحليمي بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة وفيه نظر، لأنه ثبت عند البخاري في قصة سارة (¬3) عليها السلام مع الملك الذي أعطاها هاجر، "أن سارة لما هم الملك بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلي". وفي قصة جريج (¬4) الراهب أيضًا، "أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام". فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو (ب) الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء. وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن أبي هريرة مرفوعًا قال: "سِيما ليست لأحد غيركم" (¬5)، وله من حديث حذيفة نحوه (¬6) والسيما بكسر السين المهملة: العلامة، وقد اعترض (جـ) على الحليمي بحديث: "هذا وضوئي ووضوء
¬__________
(أ) ساقطة من جـ.
(ب) في جـ: هي.
(جـ) في هـ. أعرض.
__________
(¬1) القاموس 2/ 104 - النهاية 3/ 353.
(¬2) التحجيل: بياض قوائم الفرس كلها ويكون في رجلين ويد، وفي رجلين فقط وفي رجل فقط ولا يكون في اليدين خاصة إلا مع الرجلين ولا في يد واحدة دون الأخرى لا مع الرجلين- القاموس 3/ 366.
(¬3) البخاري كتاب الإكراه باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها 12/ 321 ح 6950.
(¬4) البخاري كتاب المظالم باب إذا هدم حائطا فليبن مثله 5/ 126 ح 2482 بلفظ (فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام).
(¬5) مسلم 1/ 217 ح 27 - 247 م.
(¬6) مسلم وطرفه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن حوضي لأبعد من أيلة وفيه قال: "نعم تردون علي غرا محجلين من أثار الوضوء ليست لأحد غيركم" مسلم 1/ 217، 218 ح 38 - 248.