كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وأخرج أبو داود من حديث عثمان: "ثم أدخلها في الإِناء فتمضمض ثلاثا واستنثر ثلاثا" (¬1) وحديث عثمان متفق عليه، وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم المتفق عليه وسيأتي، وفي رواية لابن حبان "ثلاث مرات من ثلاث حفنات"، وفي لفظ للبخاري "ثلاث مرات من غرفة واحدة" (¬2). وفي الباب عن ابن عباس "وجمع بين المضمضة والاستنشاق" رواه الدارمي وابن حبان والحاكم (¬3)، والجواب عن رواية طلحة بن مصرف بأن فيها ما سمعت، ومعارضة بما ذكر قال الإِمام المهدي في البحر (¬4) قلت: والحق ما ذكره الإِمام يحيى أنه مخير فكلاهما (أ) سنة ثابتة. والله أعلم. وقد عرفت من بعض ما ذكر في الجمع أن الظاهر أن تثليثهما بغرفة واحدة، فلا وجه لاستبعاد الإِمام المهدي لذلك في الغيث مع وروده (¬5).

47 - (وعن علي - رضي الله عنه - في صفة الوضوء": "ثم تمضمض - صلى الله عليه وسلم - واسْتَنْثَرَ ثلاثًا يمضمض وينثر من الكف الذي يأخذ منه الماء" أخرجه أبو
¬__________
(أ) في هـ. وكلاهما.
__________
(¬1) أبو داود 1/ 80 ح 108.
(¬2) البخاري كتاب الوضوء باب الوضوء من النور من حديث عبد الله بن زيد 1/ 33 ح 199.
(¬3) الدارمي باب الوضوء مرة مرة 1/ 177، الحاكم 1/ 150، ابن حبان موارد 67/ 153.
(¬4) البحر 1/ 62.
(¬5) قلت: وحاصل الصور ما يلي:
أولًا: يتمضمض ويستنشق بثلاث غرفات وصورتها: يأخذ غرفة يتمضمض منها ثم يستنشق منها -والثانية- والثالثة كذلك.
يدل عليه حديث عبد الله بن زيد متفق عليه "فمضمض واستنشق من كف واحد فعل ذلك ثلاثا" وفي لفظ "فمضمض واستنشق ثلاثا بثلاث غرفات"، وفي لفظ "مضمض واستنشق واستنثر من ثلاث غرفات" ورواية ابن حبان "فمضمض واستنشق ثلاث مرات من ثلاث حفنات".
ثانيا: يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بغرفة واحدة يدل عليه رواية ابن ماجة "فمضمض واستنشق ثلاث مرات من غرفة واحدة".
ثالثا: يتمضمض ويستنشق مرة يدل عليه حديث ابن عباس أن النبي جمع بين المضمضة والاستنشاق.
رابعا: يتمضمض ثلاثا ثم يستنشق ثلاثا. يدل عليه حديث علي في رواية أبي حبة "ثم تمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا" ومثله حديث طلحة بن مصرف والله أعلم.

الصفحة 242