كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وخمسون، وقيل: إحدى وستون، وكانت خلافته عشر سنين ونصفا وصلى عليه صهيب ودفن إلى جانب أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. روى عنه أبو بكر وباقي العشرة وابنه عبد الله وأبو هريرة وابن عباس وابن الزبير وأنس بن مالك وعلقمة بن وقاص الليثي ومالك بن أوس بن الحدثان وغيرهم من الصحابة والتابعين (¬1).
الحديث أخرجه مسلم وأبو داود وابن حبان لأن حديث عقبة بن عامر (¬2) عن عمر، وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن عمر وزاد فيه: "اللهم اجعلني من التوابين" (¬3) الحديث قال: وفي إسناده اضطراب، ولا يصح فيه كثير شيء.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-: ورواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض والزيادة التي عنده رواها البزار والطبراني في الأوسط (¬4) من طريق ثوبان، ولفظه: "من دعا بوضوء فتوضأ فساعة فرغ من وضوئه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين". ورواه ابن ماجه من حديث أنس (¬5)، وروى النسائي في عمل اليوم والليلة (¬6)، والحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ من توضأ فقال: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق، ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى (أ) يوم القيامة". واختلف في
¬__________
(أ) في الأصل: إلا، ومصوبة في الهامش.
__________
(¬1) حلية الأولياء 1/ 38، الاستيعاب 8/ 242، الإِصابة 7/ 74.
(¬2) مسلم 1/ 209 - 210 ح 17 - 234، أبو داود 1/ 118 ح 166.
(¬3) الترمذي 1/ 78 ح 55.
(¬4) مجمع الزوائد وعزاها إلى الطبراني في الأوسط والكبير وقال في الأوسط: تفرد به مسور بن مورع ولم أجد من ترجمه وفيه أحمد بن سهيل الوراق ذكره ابن حبان في الثقات وفي إسناد الكبير أبو سعيد البقال والأكثر على تضعيفه. ووثقه بعضهم 1/ 239.
(¬5) ابن ماجه 1/ 159 ح 469، وقال في الزوائد في زيد العمي: وهو ضعيف تقدم في 39.
(¬6) عمل اليوم والليلة 173 ح 81، قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ والصواب موقوف. الحاكم فضائل القرآن، وطرفه من قرأ سورة الكهف 1/ 564.

الصفحة 249