كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وأما جده المغيرة فقال المصنف (¬1) -رحمه الله تعالى:- لم أقف على شيء من أخباره.
وأما أبوه إسماعيل فكان من العلماء العاملين، وَرَوى عن حماد بن زيد، ومالك، وصَحب ابنَ المبارك، وروى عنه العراقيون (¬2)، قال: لا أعلم في جميع مالي درهما من شُبهة (¬3)، توفي وولده صغير، فنشأ في حجر والدته، ثم عمي، فرأتْ إبراهيمَ الخليل -على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام- قائلًا لها: "قد رَدَّ اللهُ على ابنك بصره بكثرة دعائك له" فأصبح وقد رد الله عليه بصره (¬4)، وله نحو عشر سنين بعد خروجه من المكتب.
ورَدَّ على بعض مشايخه غلطًا وهو في أحد عشرة سنة فأصلح كتابه مِنْ حِفْظ البخاري (¬5).
وبلغ ست عشرة سنة وقد حفظ كثيرا من كتب الحديث فصنف "التاريخ الكبير" وغيره وهو في ثمان عشرة سنة عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليالي المقمرة، وكتبوا عنه الحديث، ثم رحل، واتسع في الرحلة فاجتمع بأكثر مشايخ الحديث بعد أن سمع الكثير ببلده "بُخَارَى" أعظم مدن ما وراء النهر، وسمع من أصحاب الشافعي كالزعفرانيّ وأبي ثور، ولم يرو في "صحيحه" عن الشافعي (أ)، وذكره في موضعَيْن في "صحيحه" (¬6).
¬__________
(أ) في هـ: ولم يرو عن الشافعي في صحيحه.
__________
(¬1) عبارة المصنف في "الهدى": (وكان بردزبه فارسيا على دِين قومه ثم أسلم ولده المغيرة على يد اليمان الجعفْر وأتى بخارى ... وأما ولده إبراهيم بن المغيرة فلم نقف على شيء من أخباره ..) هدي الساري 477.
(¬2) كلام الحافظ في الهدي 477.
(¬3) الهدي 479.
(¬4) طبقات الحنابلة 1/ 274، الهدي 480.
(¬5) سير أعلام النبلاء 12/ 393.
(¬6) طبقات الشافعية 2/ 215، البخاري باب في الركاز الخمس 3/ 363 قال البخاري: (قال مالك وابن إدريس)، قال ابن حجر: قال أبو ذر: فقال ابن إدريس: هو الشافعي، ويقال عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي وهو أشبه، قال ابن حجر: وقد جزم بأنه الشافعي أبو زيد المروزي، وهو أحد الرواة عن الفربري بأنه الشافعي، وتابعه البيهقي. تفسير العرايا 4/ 390.

الصفحة 25