كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وقوله: كنت إلخ .. ذكر أن ذلك كان في سفر وصرح به البخاري، وفي المغازي أنه كان في غزوة تبوك (¬1)، تردد في ذلك من بعض رواته، ولمالك وأحمد وأبي داود من طريق عباد بن زياد عن عروة عن المغيرة أنه كان في غزوة تبوك بلا تردد وأن ذلك كان عند صلاة الفجر (¬2).
وقوله: فتوضأ (¬3)، أي بالكيفية المعتبرة لا أنه غسل (أ) رجليه، وقد صرح بذلك البخاري، وذكر أنه كان عليه جبة شامية (¬4)، ولأبي داود من جباب الشام (¬5)، وزاد أحمد: "تمضمض واستنشق ثلاث مرات، فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضيقين فأخرجهما من تحت الجبة" (¬6). ولمسلم من وجه أي "وألقى الجبة على منكبه" (¬7) ولأحمد: "فغسل يده اليمنى ثلاث مرات" (¬8) وللبخاري: "ومسح برأسه" (¬9).
وقوله: فأهويت أي: مددت يدي، قال الأصمعي: أهويت بالشيء إذا أومأت به، وقال غيره: أهويت أي: قصدت الهوي من القيام إلى القعود وقيل: الإِهواء الإِمالة.
¬__________
(أ) في هـ: اغتسل.
__________
(¬1) البخاري 8/ 125 ح 4421.
(¬2) الموطأ 48، وأحمد 4/ 251، أبو داود 1/ 103 ح 149.
(¬3) و (¬4) البخاري باب المسح على الخفين 1/ 307 ح 203، وأما رواية "وعليه جبة شامية" فمن طريق مسروق عن المغيرة في كتاب الجهاد 6/ 100 ح 2918.
(¬5) "من جباب الروم" أبو داود 1/ 105 ح 151، وكذا في الفتح 1/ 307، وعند أحمد: "جبة شامية" 4/ 251.
(¬6) لم أقف على نص عند أحمد بهذا والذي في الفتح (وللمصنف في الجهاد "أنه تمضمض واستنشق وغسل" وجهه زاد أحمد "ثلاث مرات فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضيقين فأخرجهما من تحت الجبة" 1/ 207. وهذا في أحمد: (ثم استنثر قال يعقوب ثم تمضمض ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم أراد أن يغسل ..) 4/ 249.
(¬7) مسلم 1/ 230 ح 81 - 273.
(¬8) أحمد 4/ 249.
(¬9) البخاري كتاب اللباس باب من لبس جبة ضيقة الكمين في السفر 10/ 268 ح 5798.

الصفحة 252