كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وروي عن علي: سبق الكتاب الخفين (¬1) أي عليهما في الحكم، وأجيب عن ذلك بأنه (أ) لا تنافي بين الآية والمسح، وذلك لأن الآية مطلقة أو عامة بالنظر إلى حالة لبس الخف وعدمها، فهو في قوة اغسلوا أرجلكم مع خف وغيره فيكون عاما أو في قوة و (ب) اغسلوا أرجلكم غير مقيد بوقت أو حال، يعني صالحا للحال المعين وغيره (جـ)، وأحاديث المسح إما مخصصة أو مقيدة للإِطلاق، وهو بالنظر إلى حال لبس الخف مع شرائط وزمان مخصوص. ورواية: إنه قبل المائدة معارض بمثله، وهو حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: .. ثم توضأ ومسح على خفيه، حتى قال جرير لمن سأله: أقبل المائدة أو بعدها؟ قال: وهل أسلمت إلا بعد المائدة (¬2)؟.
وأيضًا فإن قصة المسح في غزوة تبوك (¬3)، وآية المائدة (د) في غزوة المريسيع وهي متقدمة باتفاق، والذي نزل في يوم (هـ) عرفة من (و) سورة المائدة في حج النبي - صلى الله عليه وسلم - هو قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (¬4) الآية وإسلام جرير كان في سنة عشر من شهر رمضان من تلك السنة.
¬__________
(أ) في ب: بأن.
(ب) في هـ: الواو ساقطة.
(جـ) في جـ: أو غيره.
(د) في ب (حج النبي - صلى الله عليه وسلم -) مقحم، وقد أشار إلى ذلك الناسخ.
(هـ) ساقطة من هـ.
(و) في هـ: في.
__________
(¬1) أخرجه ابن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال علي: (سبق الكتاب الخفين) 1/ 186.
(¬2) مسلم 1/ 555 وفيه قول إبراهيم وكان يعجبهم لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة، أبو داود 1/ 107 ح 154، الترمذي 1/ 155 ح 93، النسائي 1/ 69، ابن ماجة 1/ 181 ح 543، أحمد 4/ 358، الحاكم 1/ 169، الدارقطني 1/ 193، البيهقي 1/ 270، ابن خزيمة 1/ 94.
(¬3) تقدمت قصة المغيرة وأنه في غزوة تبوك.
(¬4) الآية 3 من سورة المائدة.

الصفحة 257