كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

قال: صنفت "المُسْنَد الصحيح" من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، ولما قدِم البخاري نيسابور آخِر مرة لازمه مسلم وأكثر التردد إليه، ومن ثَمَّ حذا حَذوه في "صحيحه" (¬1)، وكان هذا مراد الدارقطني بقوله: "لولا البخاري ما ذهب مسلم ولا جاء".
ولد سنة أربع ومائتين، وتوفي -رحمه الله- عشِية يوم الأحد لأربع بقين من شهر رجب سنة إحدى وستين ومائتين، ودُفن يوم الاثنين بنيسابور وقبره بها مشهور، يُزار يُتبرك به.
ويُذكر في سبب موته: أنه عُقد له المجلس للإملاء فذُكر له حديث فلم (أ) يَعرِفه فانصرف إلى منزله، فَقُدِّمَت له سلة تمر فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فنيَ التمُر ووَجد الحديث، وكان ذلك سبب موته (¬2)، ولذا قال ابن الصلاح (ب): "كانت وفاته بسبب غريب نشأ من غمرة فكرية علمية".
أبو داود (¬3): هو سليمان بن الأشعث بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، السجستاني -بفتح [السين] (جـ) وبكسر الجيم (د) - و "سِجِسْتَان" (¬4) اسم للولاية التي قصبتها زَرَنْج التي أبو داود منها وهي قُرب "كِرمان" إلى ناحية الهند.
¬__________
(أ) في هـ: فلمن.
(ب) في هـ: وكانت.
(جـ) بهامش الأصل.
(د) في ب: وكسر، وفي جـ: وكسرها.
__________
(¬1) تاريخ بغداد 13/ 102.
(¬2) تاريخ بغداد 13/ 103.
(¬3) سير أعلام النبلاء 13/ 202 طبقات الحنابلة 1/ 159، طبقات الشافعية 2/ 293، طبقات الحفاظ 261.
(¬4) سجستان: إقليم صغير منفرد متاخم لإقليم السند غربية بلد "هراة" وجنوبية مفازة لينه ولين إقلبم كرمان وفارس، وأرض سجستان كثيرة النخل والرمل. معجم البلدان 3/ 190.

الصفحة 29