كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

بسم الله الحمن الرحيم
وبه نستعين (أ)
الحمد لله الذي أوضح المَحَجَّة إلى معالم الاسلام، وأنارَ لعباده طُرُق الحلالِ والحرامِ، وهداهم بسنة نبيه محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- إِلى ما أوصلهم به من بلوغ غاية المرام، وَعرفَهُم به من العلم بكيفية استنباط الأحكام، واصطفى لتحمل شرعه الأغر صفوةً من عترة (¬1) نبيه الكرام، وصحابته ذَوِي
¬__________
(أ) ساقطة من (هـ).
__________
(¬1) عترة الرجل: قال ابن الأثير، عترة الرجل أخص أقاربه.
وقال أبو عبيدة وغيره: عترة الرجل وأمرته وفصيلته رهطه الأدنون.
وقال ابن الأعرابي: عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه، قال: فعترة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد فاطمة البَتُول - رضي الله عنها -، والمشهور المعروف أن عترته أهل بيته وهم الذين حرمت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة وهم ذَوُو القربى الذين لهم خُمس الخُمس. النهاية 3/ 177، تاج العروس 12/ 520. والذي يظهر أن العترة هم الآل، وإذا اجتمعا فالعترة هم ولد فاطمة رضي الله عنها فقط وبهذا تتفق الأدلة. فحديث الكساء عند الترمذي 5/ 663 - 3787 توْصل دخول ذريته - صلى الله عليه وسلم - لأن السياق في زوجاته - صلى الله عليه وسلم - انظر أضواء البيان 6/ 576، وحديث: "عترتي أهل بيتي" عند الترمذي 5/ 662 - 3786 بيان أن العترة أهل البيت. وحديث: "المهدي" من عترتي من ولد فاطمة عند أبي داود 4/ 474 - 4284، بيان أن المهدي من سلالة فاطمة رضي الله عنها.
والمسألة متشعبة جدًّا، وفيها صور عديدة في دخول زوجاته - صلى الله عليه وسلم - في مواليه وغير ذلك. والآل لهم خصائص منها حرمانهم من الصدقة، ومها أنهم لا يرثون، ومها استحقاقهم خمس الخمس، ومنها اختصاصهم بالصلاة عليهم. وهنا يحسن أن نقول أن ما يتردد في كتب الزيدية من إطلاق لفظ "العترة" وتزخر به مصنفاتهم فإنهم يقصدون المنتسبين إلى طائفتي القاسمية والناصرية، يقول صاحب البحر: "وإذا قيل العترة جميعا فالمراد إجماع القاسمية والناصرية". البحر 1 / ص وقد تعقبه الحيداري في تراجم رجال شرح الأزهار فقال: تطلق عند المؤلف -صاحب البحر- ويراد بها القاسمية والناصرية. ولعل مراده من في اليمن 3/ 45. ولا ينبغي إلا هذا وإلا فأين مَنْ قَبْل القاسم والناصر من سلالة علي كرم الله وجهه وسيدا شباب أهل الجنة رضي الله عهم ومن بعدهم حتى القاسم والناصر. والله أعلم. =

الصفحة 3