كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وقال ابن الأعرابيّ (¬1): مَنْ عنده كتاب الله وسُنَن أبي داود لم يَحتَج إلى شيءٍ معهما مِن العلم".
ومِن ثَمَّ صرح حُجة الإسلام الغزالي (¬2) باكتفاء المجتهد به في أحاديث الأحكام، وتبعه أئمة الشافعية على ذلك، وبمثله صرح الإِمام المهدي -رحمه الله تعالى- في "الغيث" (¬3).
وقال النووي: "ينبغي للمشتغل بالفقه وبغيره الاعتناء به وبمعرفته المعرفة التامة، فإنّ معظم أحاديث الأحكام التي يُحْتَجُّ بها فيه مع سهولة تناوله، وتلخيص أحاديثه، وبراعة مصنفه، واعتنائه بتهذيبه". انتهى.
وبلغ من شدة الوَرَعِ أنه كان له كُمُّ واسع وكم ضيق، فقيل له في ذلك فقال: الواسع للكتب، والضيق لا أحتاج إليه.
وُلْد سنة اثنتين ومائتين (أوتوفي (ب) سنة خمس وسبعين ومائتين أ).
وذكر جماعة أنه شافعي، وكان سبب ذلك أخذه عن أصحاب الشافعي، والظاهر أنه حنبلي (¬4). والله أعلم.
الترمذي (¬5): هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة بن موسى بن
¬__________
(أ) ما بينهما ساقط من جـ.
(ب) زاد في هـ: بالبصرة لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال.
__________
(¬1) تهذيب الأسماء واللغات 1/ 256.
(¬2) قال في شروط المجهد: (بل أنْ يكون عنده أصل مصحح لجميع الأحاديث المتعلقة بالأحكام كسنن أبي داود ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ...) المستصفى 2/ 351.
(¬3) "الغيث المدرار المفتح لكمائن الأزهار" للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى شرح به كتابه "عيون الأزهار في فقه الأئمة الأطهار" ويعتبر عمدة كتب الفقه الزيدي اعتنى به علماؤهم شرحا وتعليقا وافيا.
مقدمة عيون الأزهار 5/ 6.
(¬4) ذكره السبكي في طبقات الشافعية 2/ 293، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 337.
(¬5) طبقات الحفاظ 278، خلاصة تذهيب الكمال 355، سير أعلام النبلاء 13/ 270.

الصفحة 31