كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

الضحاك، السلميّ، الترمذي -بتثليث الفوقية، وكسر الميم أو ضمها كلها، مع إعجام الذال نسبة إلى مدينة قديمة على طرف جيحون نهر بلخ.
وهو الإمام الحجة الثقة الحافظ المتقن، أخذ عن البخاري وغيره، وروى عن شيوخ البخاري، وتخرج بالبخاريّ، في روى عنه في "جامعه" حديثًا واحدًا، وهو: "يا علي لا يحل لأحد يجنب (أ) في هذا المسجد غيري وغيرك" (¬1). وحسنه واستغربه.
قال -رحمه الله تعالى-: "عرضتُ كتابي هذا -أي كتاب السنن المسمى بالجامع- على علماء الحجاز والعراق وخُرَاسان فرضوا به، ومن كان في بيته فكأنما في بيته نبي يتكلم" (¬2).
مات الترمذي بترمذ أواخر رجب سنة سبع وستين ومائتين (¬3).
النسائي (¬4): هو أحمد بن شعيب بن علي بن سِنَان بن بَحر بن دينار، الخراساني، أحد الأئمة الحفاظ العلماء الفقهاء، بل أحد أئمة الدنيا في الحديث، سمع كثير من مشايخ الشيخين البخاري ومسلم، ومن أبي داود وآخرين ببلاد كثيرة وأقاليم مختلفة، واتسع أَخْذُهُ ورحلته (ب) حتى قال الذهبي والتاج السبكي: إنه كان أحفظ من مسلم صاحب "الصحيح" (¬5)، وسننه أقل السنن بعد الصحيح حديثًا
¬__________
(أ) في ب: يجتنب.
(ب) في هـ: ومرحلته.
__________
(¬1) سنن الترمذي 5/ 639 - 640 ح 3727، ولم يروه عنه إنما سمعه منه فاستغربه قال أبو عيسى: وسمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه 5/ 640.
(¬2) سير أعلام النبلاء 13/ 274.
(¬3) الصحيح: تسع وسبعين ومائتين، انظر المراجع السابقة.
(¬4) طبقات الشافعية 3/ 14، تذكرة الحفاظ 2/ 698، الوافي بالوفيات 6/ 416.
(¬5) عبارة الإمام الذهبي: (هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم). سير أعلام النبلاء 14/ 433. وقال السبكي: (سمعت شيخنا أبا عبد الله الذهبي الحافظ وسألته: أيهما أحفظ مسلم أو النسائي؟ فقال: النسائي. ثم ذكرت ذلك للشيخ الوالد فوافقه). طبقات الشافعية 3/ 16.

الصفحة 32