كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

وإنْ كان الحذف من آخر السند بأن يكون مِن بعد التابعي فهو مُرْسَل.
ومن أقسام المرسل: المعُضل: بأن يكون الساقط اثنين فصاعدا مع التوالي.
والمنقطع: إذا كان اثنَيْن مع عدم التوالي (¬1).
ودخل في الضعيف (¬2) ما كان الطعنُ فيه لكذبِ الراوي، أو تهمته بذلك، أو فُحش غلطه، أو غفلته، أو فِسْقِه، أو وهمه، أو مخالفته للثقات، أو جهالته، أو بدعته أو سوء حفظه.
والأول يختص "بالموضوع"، والثاني "المتروك"، والثالث "المُنْكَر" -على رأي من لا يشترط في المنكَر نحالفة مَنْ هو أحفظ منه-، وكذا الرابع والخامس يطلق عليهما اسم "المنكر" [وهو "الشاذ": وهو أن يخالِف الراوي مَنْ هو أحفظ وأضبط فيكون ما تفرد به شاذا مردودًا، وإن تفرّد الحافظ الضابط ولم يكنْ مخالفا لمن هو أحفظ منه كان ذلك مقبولًا، وإنْ لم يكن موثوقا بحفظه وإتقانه لِمَا (أ) انفرد به لم يكن صحيحا، وهو دائر بين الحسن إذا كان حفظه قريبا من درجة الحافظ، وإن كان بعيدا من ذلك كان من قبيل الشاذ المنكر كذا حققه ابن الصلاح] (ب) (¬3).
والقسم السادس: إن اطلع على الوهم بالقرائن وجمع الطرق خص باسم "المُعلَّل"، وقد يقال: "المعلول" والأول أولى، إذ هو من علله، قال
¬__________
(أ) في هـ: فما.
(ب) بهامش الأصل.
__________
(¬1) والعضَل: لقب لنوع خاص من المنقطع، فكل معضَل منقطع وليس كل منقطع معضلا. علوم الحديث 54.
(¬2) شرح النخبة 25 - 26.
(¬3) راجع بحث الشاذ: علوم الحديث 71.

الصفحة 38