كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

الزين: "والأجود في تسميته: المُعَلّ (¬1)، وأكثر عباراتهم في الفعل أنهم يقولون: أعله فلان بكذا وقياسه: مُعَلّ وهو المعروف في اللغة (أ)، قال الجوهري: لا أعلك الله (¬2)، أي: لا أصابك بعلة، قال صاحب "المُحكَم": اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه من قولهم: مجنون ومسلول من أنهما جاءا على جتته وسللته، ولم يستعملا في الكلام (ب) أو استغني عنهما بأفعلت (¬3) " انتهى، وأما عَلَّلَه (¬4) فإنما يستعمله أهل اللغة بمعنى ألهاه بالشيء وشغله، من تعليل الصبي بالطعام.
"والعلة" (¬5): عبارة عن أسباب خفية غامضة طرأت على الحديث فأثَرَتْ فيه وقدحت، وهي من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها ولا يقوم بذلك إلا مَنْ رزقه الله تعالى فهمًا ثاقبا، وحفظا واسعا، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وَمَلكة قوية بالأسانيد والمتون (¬6)، ولهذا لم يتكلم فيه إلا القليل من أهل هذا الشأن كعلي بن المَديني، وأحمد بن حنبل، والبُخَارِيّ، ويعقوب بن شَيْبَة (جـ)، وأبي حاتم، وأبي زُرعة، والدارقطني حتى قال بعضهم: إن المحدث المتقِن يجس النبض في الحديث فيدرك منشأ علته.
¬__________
(أ) ساقطة من ب.
(ب) في هـ: واستغنى!
(جـ) زاد في ب: أبي. وهي من المصحح، خطأ.
__________
(¬1) التقييد والإيضاح 117، ولفظه: (والأحسن أنْ يُقَالَ فيه "مُعَلّ" بلام واحدة لا معلل) والعبارة من تنقيح الأنظار فإنها بلفظه.
(¬2) الصحاح 5/ 1774.
(¬3) المحكم 1/ 406.
(¬4) القاموس 4/ 21.
(¬5) تنقيح الأنظار 2/ 26.
(¬6) شرح النخبة 27 - 28.

الصفحة 39