كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

الجملة من المسائل المتناسبة (أ) المعاني كما جرت به عادة العراقيين، ويعبَّر عنه أيضًا بالفصل كما في غالب كتب الخراسانيين.
"والمياه": جمع ماء، والماء جنسٌ يقع على القليل والكثير، وجَمَعَه هنا للدلالة على اختلاف أنواعه حتى إنَّ بعض أنواعه مُجْمَع على تطهيره -وهو ما عدا ماء البحر-، والخلاف في ماء البحر لابن عمرو وابن عمر، حجة الجمهور حديث الباب وهو:

1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البحر: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، والحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬1).
أخرجه الأربعة وابن أبي شيبة واللفظ له، وصححه ابن خزَيمة والترمذيّ.
أبو هريرة هو أول من كُنِّيَ بهذه الكنية، واختُلف في اسمه واسم أبيه على نحو من ثلاثين قولا، وأصحها: عبد الرحمن بن صخر. قال ابن عبد البر: وهو الذي تَسْكُنُ إليه النفس في اسمه في الإسلام (¬2). وبه قال محمد بن إسحاق والحاكم أبو أحمد (¬3)،
¬__________
(أ) في ب: المتناسفة.
__________
(¬1) في النسخ بلفظ "والحل ميتته"، وفي نسخ "البلوغ" المخطوطة والمطبوعة بدون واو، وهي مثبتة عند ابن أبي شيبة فأثبتناها. أخرجه أبو داود كتاب الطهارة باب الوضوء بماء البحر 1/ 64 ح 83. والترمذي باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور 1/ 101 ح 69، وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي كتاب الطهارة باب الوضوء بماء البحر 1/ 143. وابن ماجه كتاب الطهارة وسننها باب الوضوء بماء البحر 1/ 136 ح 386، والحاكم 1/ 141، وابن حبان (الموارد) 60 ح 119، والمنتقى (بلفظ: الحلال) 1/ 25 ح 43، والدارقطني 1/ 36 ح 13، والبيهقي 9/ 252 - 256، وابن أبي شيبة 1/ 130، وأحمد 2/ 237، 3/ 373. والدارمي باب الوضوء من ماء البحر 1/ 186.
ومالك كتاب الطهارة باب الطهور للوضوء 40 ح 12.
وعند ابن خزيمة (بلفظ الحلال) باب الرخصة في الغسل والوضوء إلخ 1/ 59 ح 111.
ورجال الحديث ثقات، وصححه جمعٌ غفير منهم البخاري -فيما حكاه عنه الترمذي-، وابن منده، ابن المنذر، والبغوي.
الترمذي 1/ 101، عون المعبود 1/ 152، وقال ابن عبد البر: (وهذا إسناد وإن لم يخرجه أصحاب الصحاح فإن فقهاء الأمصار وجماعة من أهل الحديث متفقون على أن ماء البحر طهور، بل هو أصلٌ عندهم في طهارة المياه الغالبة على النجاسات المستهلكة لها، وهذا يدلك على أنه حديث صحيح المعنى يتلقى بالقبول والعمل الذي هو أقوى من الإسناد المنفرد. الاستذكار 1/ 202.
(¬2) و (¬3) الاستيعاب 12/ 172 - 173.

الصفحة 49