كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)

* الحديث أخرجه ابِن ماجه والطبراني من حديث أبي أمَامَة، وأخرجه الدارقطني (¬1) من حديث ثوبان، وهؤ مُضَعَّف برشدين بن سعد المصرى، وهو متروك. قال ابن يونس: "كان رجلا صالحا أدركته غفلة الصالحين، فخلط قوله الحديث". وقال أبو زُرعة (¬2): "كان رجلا صالحا سيئ الحفظ". قال الدارقطني: "ولا يَثْبُت هذا الحديث".
وقال الشافعي: "ما قلتُ من أنه إذا تغير طعم الماء أو ريحه أو لونه كان نجسا يُرْوَى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجهٍ لا يُثْبِتُ أهلُ الحديث مثله، وهو قول العامة لا أعلم بينهم خلافًا" (¬3).
و (أ) قال النوويّ: اتفق المحدثون على تضعيفه (¬4).
وقال ابن المنذر: أجمع العلماء على أن الماء القليل والكثير إذا وقعت فيه نجاسة فغيرت له طعما أو لونا أو ريحا فهو نجس (¬5).
فالشافعي رجع إلى العمل بالإِجماع دون الحديث (¬6)، ولكنه رواه البيهقي (¬7) موصولا من طريق عطية بن بقية عن أبيه عن ثور عن راشد بن سعد عن أبي أمامة.
ورواه الطحاويّ والدارقطني (¬8) من طريق راشد بن سعد مرسلًا بلفظ: "إن الماءَ لا يُنجسه شيءٌ إلا ما غلب على ريحه أو طعمه"، وزاد الطحاوي: "أو لونه".
¬__________
(أ) في هـ، جـ: "الواو" ساقطة، وفي هـ: النواوي.
__________
(¬1) الدارقطني باب الماء المتغير 1/ 28.
(¬2) أبو زرعة، جهوده في السنة 2/ 617.
(¬3) و (¬4) و (¬6) المجموع 1/ 159، والتلخيص 1/ 27.
(¬5) الأوسط 1/ 260.
(¬7) البيهقي 1/ 259.
(¬8) شرح معاني الآثار 1/ 16، الدارقطني 1/ 28 ح 2.

الصفحة 70