كتاب العرش للذهبي (اسم الجزء: 1)

وهذه المسألة خلافية قد توقف فيها أذكى المتأخرين من الأشعرية وإمامهم أبو المعالي الجوني1 وكذلك أذكى متأخري المعتزلة أبو الحسين البصري2 وكذلك الرازي3 فهي مقدمة ممنوعة لا تصلح دليلا لوجود النزاع فيها حتى بين الفلاسفة أنفسهم4.
2ـ شبهة المعتزلة:
وأما شبهة المعتزلة التي اعتمدوا عليها في نفي صفات الباري عز وجل بما فيها صفة العلو فهي ما تسمى بطريقة الأعراض، ذلك أنهم يزعمون أن الصفات إنما هي أعراض، والأعراض لا تقوم إلا بجسم، والأجسام حادثة، والله منزه عن الحوادث، ومن أجل ذلك كان قول
__________
1 ستأتي ترجمته في قسم التحقيق.
2 أبو الحسين محمد بن علي الطيب البصري، من متأخري المعتزلة ومن أئمتهم، توفي سنة (436هـ) .
انظر الملل والنحل (1/130-131) ، ولسان الميزان (5/597) .
3 أبو عبد الله، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري الرازي، ويعرف بابن الخطيب، وبابن خطيب الري، ولد سنة (544هـ) وتوفي سنة (606هـ) ، من أئمة الأشاعرة الذين مزجوا المذهب الأشعري بالفلسفة والاعتزال.
انظر ترجمته في وفيات الأعيان (3/381-385) ، شذرات الذهب (5/21) ، طبقات الشافعية (5/33-40) .
4 نقض التأسيس (1/495-496) .

الصفحة 165